القائمة الرئيسية

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

كل يوم آية للدكتورة أميمة خفاجى الحلقة الأولى عن التمر

كل يوم آية

للدكتورة  أميمة خفاجى
الحلقة الأولى                              عن التمر

ماذا أراد الله بهذا مثلاً..؟! القطمير ، الفتيل ، النقير ..؟!


 بسم الله الرحمن الرحيم

ثلاثـة أشياء في نواة الرطب
ذكرها المولى عز وجل فى القرآن الكريم بمنتهى الدقة
فيوجد خارج النواة غشاء رقيق جدًا وقد ذكره القرآن باسم القطمير.
في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير) [فاطر:13].
وهناك خيط رفيع بين فلقتي النواة وقد ذكره القرآن باسم فتيل في قوله تعالى : ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا) [النساء :77].
وفوق ظهر النواة يوجد بها مثل النقرة الصغيرة وقد سماها القرآن نقيرا في قوله تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [النساء124].

وهناك فرق بين القطمير والفتيل والنقير

وبهذه الدقة العلمية فى وصف الرطب عندما ضرب الله بها مثلاً لدقتها وصغرها فى الثواب والعطاء والمنح فقال عز من قائل:
(وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) ) النساء49 )
 (وَلَا يُظْلَمُونَ َنقِيرًا )( النساء:124)
(مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ)( فاطر13)
القطمير والفتيل والنقير
 ووردت كلمة القطمير مرّة واحدة أما الفتيل، فوردت في القرآن ثلاث مرات في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزكّون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) (النساء: 49)، والآية القرآنية (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ﴿النساء: ٧٧﴾، وذكر الله سبحانه وتعالى في موضوع آخر من القرآن (يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً) [الإسراء: 71].
أما النقير فجاء في القرآن مرّتين في قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) [النساء: 53]، والمرة الثانية في قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجنةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) [النساء: ١٢٤].
صورة طبيعية للقطمير والفتيل والنقير فى النواة

   

القطمير 

ذكرت هذه الكلمة في القرآن مرة واحدة ، وهى الغشاء الرقيق أو القشرة التى تغطى النواة ، التي تكون بين التمرة والنواة ، وتصير على النواة ، كاللفافة لها  .
 ذكر فى في تفسير الآية :  أن المشركين كانوا معترفين بأن الأصنام ليسوا خالقين ، وإنما فوض الله تعالى أمور الأرضيات إلى الكواكب وما شابه من هذه الأصنام ، فأخبر الله تعالى أنهم لا يملكون قطميرًا ،. و لا يقدرون عليه ، ولا على خلقه .
بعد أن عرفت المعنى اقرأ هذه الآية :
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) [فاطر: 13 ].







الفتيل
ذكرت في القرآن ثلاث مرات " مرتان فى سورة النساء و مرة فى سورة الإسراء " وهو خيط رفيع موجود على شق النواة.
ولنتأمل الخيط الرفيع بين فلقتي النواة هذا هو الفتيل القشرة التي في شق النواة وسمى بهذا الاسم  لأنه إذا أراد الإنسان استخراجه  انفتل . في قوله تعالى: لنتأمل بعد ذلك قوله تعالى) : يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ( [الإسراء:71].

وكذلك قوله تعالى: ( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [ النساء: 77 ].

النقير
ذكرت في القرآن مرتان ، كلاهما في سورة النساء، الأولى وصف الله بها الإنسان لو كان عنده نصيب من المُلك فلن يؤتي الناس نقيراً.
وقد يكون هذا مثلا صغيرا وضئيلا ضربه الله في القرآن وهو نقطة صغيرة تجدها على ظهر النواة في الجهة المقابلة للشق ، 
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً[النساء53]

والثاني قوله تعالى ) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ([النساء: 124].
والنقير مثله مثل القطمير ، والفتيل ، في ضرب المثل به . والمعنى: لا ينقصون من الثواب بمقدار فتيل .
﴿ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾  أى ولا يظلم الله هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثوابِ عملهم ، مقدارَ النُّقرة التي تكون في ظهر النَّواة رمزا في القلة، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأكثر ..؟!
 وإنما يخبر بذلك جل ثناؤه عبادَه أنه لا يبخَسهم من جزاء أعمالهم قليلاً ولا كثيرًا، ولكن يُوفِّيهم ذلك كما وعدهم .
الجنين

الجنين


ويوجد تحت هذا النقير جسم صغير مستطيل يسمى الجنين ،وكل المادة الصلبة التي تحيط به تعد غذاءً مخزوناً له ، فإذا توافرت الظروف من رطوبة وحرارة فإنّ الجنين سينمو بإذن الله .
وماذا أراد الله بهذا مثلاً..؟!
 ان غير الله لا يملك شيئاً ولو بقدر الغشاء الرقيق الذي يوجد على ظهر نواة التمر، وهذه الآيات كلها تؤكد عدم ظلم ربك للعباد حينما يوفيهم ثوابهم ولو بقدر الخيط الصغير الذي يوجد في شق التمر (وما ربك بظلام للعبيد)، (ووفيت كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون).
ومرة وصف الله تعالى حرص الإنسان الشديد، أنه لو كان عنده نصيب من الملك فلن يؤتي أحداً من الناس ولو شيئاً قليلاً بقدر النقير الثقب الذي يوجد على ظهر نواة التمر مقابل شقها.
فهذه الآيات توضح لنا أن الحساب بين الخلائق يوم القيامة والثواب والعقاب سيكون وافيا ولن يظلم احدا مقدار النقير والقطمير والفتيل على ضآلتهم.
( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ) صدق الله العظيم ، لم يضرب الله مثلا  بما يملكون من تمرة أو ثمرة لأن فيها فائدة فى الطعام والتغذية ولم يضرب المثل بالنواة أو البذرة لأن فيها فائدة حيث تزرع وقال ( ما يملكون من قطمير) والقطمير ذلك الغشاء بين النواة والثمرة ليس له أية فائدة .. فدقة القرآن فى ضرب المثل بالقطمير والفتيل والنقير لصغره المتناهى وأن هذه الأشياء على صغرها ودقتها وعدم فائدتها لا يملكونها من تدعون من دون الله  .
" سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين"  على هذا الإعجاز .
***

اقرأ فى  الحلقة الثالثة

عن التمر والرطب والبسر
  اقرأ
 التفاصيل فى الكتاب الجديد عدد
رمضان لإصدارات د. أميمة خفاجى
سلسلة عالم الحكمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق