القائمة الرئيسية

الخميس، 1 نوفمبر 2012

مجلة زهــور الشهـريـة

سبحان الله .. أسنان جديدة من القديمة

رؤية
من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم




سبحان الله

أسنان جديدة من القديمة

د. أميمة خفاجي


والجينات أيضاً تعوض الأسنان المفقودة
بأسنان بديلة
ومازلنا نقف عاجزين أمام معجزات الخالق سبحانه فى أدق خلية من خلايا الجسم و التى لا يتعدى حجمها النقطة (.)  لنعرف أن العلم مازال قاصراً وعاجزاً عن اكتشاف الكثير من معجزات الله فى خلقه فسبحانه عندما قال فى كتابه الكريم :
" وفى أنفسكم افلا تبصرون "
وسنظل  نبحث داخلنا لنبصر أن قدرات الله العظيمة تتجلى فينا فى كل شئ حتى  فى ادق خلايا فى الجسم .. ما هى تلك الخلايا التى تخفى بداخلها المارد الجبار الذى سيحقق لنا الكثير والعديد من الآمال والأحلام لأصحاب العلل المستعصية والأطراف المبتورة والأعضاء المريضة و التى لم تعد صالحة لأداء وظيفتها من قلب وكلية وأعصاب بعد أن أنهكها الزمن ونالت منها الحياة القاسية التى أفسدها الإنسان بيده .. ومازال الإنسان كما قالت الملائكة فى كتاب الله الكريم "" أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "" يفسد ويضل ويهتك لكن برغم كل ذلك الفساد الذى شمل الجو والبحر والأرض إلا أن رحمة الله واسعة بنا فكما خلق الداء خلق الدواء لكن ..ما هى    تلك الخلايا التى ستحيل عذابنا وأمراضنا المستعصية إلى رضا وعلاج بالعديد من وسائل الشفاء سواء باستعادة ونمو العضو المفقود أو المريض أو بتخليق ومساعدة الأدوية فى علاجه ..قطعاً عرفتها فليس هناك أخطر وأدق وأعجب منها .إنها الخلايا الجذعية التى بمقدورها تشكيل مجموعة رائعة من الخلايا والأعضاء .. ومازالت أسرارها تتكشف كل يوم بالمزيد من العجائب حتى أنه بإمكانها الآن أن تعوض الأسنان المفقودة بأسنان جديدة طبيعية .. دون الحاجة إلى زراعة الأسنان الصناعية وكلنا يعرف كم لتلك الأسنان الصناعية من أضرار لدرجة أنها لا تستطيع القيام بوظائفها الأساسية من مضغ وتقطيع فهى هشة ضعيفة وسبحان الله بل شتان بين صنع الإنسان وصناعة الله جل وعز : "  صنع الله "
ومازلنا نقف بدهشة على قدرة تلك السنة وما تحمله من عجائب السنة التى يتكون معظمها من العظام :
كما قال الله تعالى : " وانظر إلى العظام  "
إعادة نمو الأسنان المفقودة من جديد
لماذا تنمو أسنان أخرى محل الأسنان اللبنية ..؟
وما هى الآلية التى تنمو بها الأسنان البديلة المستديمة ؟
ولماذا لا يستمر نمو أسنان أخرى بدلاً من المستديمة المفقودة مثل : الأظفار، الجلد، الشعر..؟
وهل من الممكن تعويض الأسنان المفقودة بأخرى بديلة حية طبيعية ..؟؟
قد تبدو السن بسيطة من الخارج ، لكنها من الداخل أعجوبة بالغة الدقة فى التصميم والبناء وتستغرق نحو 14 شهراً لتكتمل عند الطفل النامى . وأثناء دراسة العلماء لكيفية الإشارات المتبادلة بين بعض الأنسجة المتخصصة والمراحل المختلفة لتشكلها ليقوموا بصناعة أسنان بديلة  اكتشفوا الأخطر من ذلك كله وهو سر الخلايا الجذعية التى يمكن من خلالها استعادة السن المفقودة وإعادة نموها من جديد بنفس الآلية التى تحركها الجينات المسئولة عن تمايز وتشكل تلك الخلايا الناشئة .
بالطبع البحث عن أسنان طبيعية لزراعتها كان حلم الأطباء أما الآن وبعد اكتشاف الخلايا الجذعية تلك الخلايا السحرية التى مازالت تخفى الكثير من معجزات الله فى خلقه للخلايا .. تعد أملاً فى إعادة إنماء العديد من الأعضاء الطبيعية للإنسان حتى الأسنان  أستطاع العلماء اكتشاف الآلية التى يمكن من خلالها الحصول على أسنان  طبيعية بديلة تماماً مثلما تنمو الأسنان المستديمة .
وبدراسة أسباب توقف الأسنان المستديمة عن القدرة لإعادة نموها مرة أخرى .. أمكن اكتشاف بل وإمكانية نمو الأسنان المفقودة عن طريق إنماء الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ للأسنان ذاتها .
لكن هل تعد الأسنان عضو حى ..؟
تعرف السن الحية على أنها عضو  ذلك لأنها تشتمل على أنواع متعددة من النسج المختلفة . وكل منها له وظيفته الخاصة به ، وظيفة أساسية فالميناء يعتبر أقسى سطح متمعدن فى الجسم حيث يحيط بداخل السن ويحكم إغلاقه ويقوم بحمايته .. أما العاج فهو مادة تشبه العظم ويشكل كتلة السن ويخدم كوسادة    تقاوم قوى المضغ . واللب السنى يوجد فى المركز ويحوى الأوعية الدموية المغذية والأعصاب التى تؤمن الإدراك الحسى . وجزء يسمى الملاط يشكل السطح الخارجى القاسى للسن فى المناطق التى لا يغطيها الميناء . أما الرباط فهو حول السنى وهو عبارة عن نسيج ضام يرتبط بكل من الملاط وعظم الفك مثبتاً السن فى مكانها . ويؤمن فوق ذلك بعضاً من المرونة .
إن تكوين الأسنان ينشأ ثم يتطور منذ بدء وتكوين وتطور الجنين ، ويستمر بعدد الولادة وحتى البلوغ ..  !
نشأة الأسنان منذ تشكل الجنين
وتبدأ الأسنان بالتشكل بعد مضى ستة إلى سبعة أسابيع من نمو الجنين (البشرى). وفى الأسبوع الرابع عشر تبدأ فى تكوين خلايا متمايزة خاصة بالميناء والتى ستكون الميناء  فيما بعد ، وخلايا متمايزة أخرى التى ستشكل العاج . أما الجذور فهى آخر البنى تطوراً. ويكتمل تشكلها مع بزوغ السن بعد ستة إلى اثنى عشر شهراً تقريباً من الولادة .إن هندسة الأسنان  الطبيعية تقع تحت تأثير وسيطرة الجينات سواء فى مرحلة النمو  الجنينى أو مرحلة ما بعد الولادة أى النمو حتى عمر البلوغ . 
أسنان جديدة من القديمة ..
من الطبيعى عند محاولة إعادة بناء أسنان حيوية طبيعية للإنسان البحث عن مصدر فعال من خلايا المريض نفسه لتستخدم كمادة أولية .. ولتجنب الرفض المناعى .. ولأن حجم السن وشكلها ولونها تحدد من قبل الجينات الوراثية فإن الأسنان المصنعة حيوياً ستكون مماثلة أكثر لأسنان المريض الطبيعية .. ولذلك كانت الخلايا الجذعية المشتقة من نقى العظام يمكن أن تحل محل النسيج الجنينى فى عملية تكوين السن . ولأن تجدد بعض الأعضاء كالجلد والشعر والأظفار المستمر يعد أساساً فى توقعات وجود الخلايا الجذعية ذات المنشأ الظهارى كالجلد والشعر .. حيث يمكن عن طريقها تحريض الإشارات المناسبة البادئة لتكون السن .
والأبحاث التى بين يدينا الآن تشير إلى إمكانية أن تكون الأسنان القديمة نفسها هى الأكثر ملائمة كمصدر أساسى  لإنشاء نسج سنية جديدة .. لأنه يمكن أن يوجد داخل السن خلايا جذعية قادرة على تشكيل نسج سنية بما فيها الميناء .كل ذلك يؤكد إمكانية تكوين أو إنماء أسنان جديدة من الأسنان القديمة ...!

إعادة بناء الأسنان المستديمة ممكن ..1
 وتجسدت كل المحاولات وتكثفت  الجهود فى بناء أسنان حية طبيعية من خلاياها الأساسية المكونة لها .. وكان الهدف الرئيسى لتحقيق هذا الحلم الكبير إنماء سن حية طبيعية اجتياز مراحل ثلاثة رئيسية وهى :
ـ  تحديد مصدر الخلايا القادرة على تشكيل السن من المريض نفسه.
ـ قدرة الخلايا المنتجة من هذه الخلايا على النمو فى بيئة الفك البالغ وتشكيل جذور حقيقية ترتبط بالعظم.
ـ  المقدرة على التحكم فى شكل وحجم الأسنان الناتجة والمزروعة من أصل حى طبيعى .
 وللتأكد من جدوى هذه التقنية ولأول مرة نجحت التجربة على الخنازير حيث تنتج الخنازير مجموعتين من الأسنان خلال حياتها اللبنية والدائمة .. وعند زراعة مزيج عشوائى غير متجانس من السن المختلفة وتكسير أضراس الخنزير وذوبانها وتغطيتها باللدائن علاوة على إضافة غشاء شحمى غنى بالأوعية الدموية لأن نسج السن النامية بحاجة إلى تغذية دموية وفيرة لتمدها بالعناصر الغذائية والأكسجين اللازمين لنموها وتم بذر هذا الخليط كله فى سقالة صناعية .  وزرع هذه البنى جراحياً وكانت المفاجأة عندما ثبت وجود الملامح الأولية لجذور سنية فى طور النمو والتى احتوت أيضا على معظم النسج التى تكون السن الطبيعية مما يؤكد أن الميناء والعاج واللب السنى قابلة للتصنيع
الخلاصة هى أن الخلايا الأصلية للأسنان القديمة تستطيع إعادة تنظيم نفسها فى تشكيلات رائعة تؤدى إلى تكوين أسنان جديدة .. وبالتالى  يمكن إنماء أسنان تعويضية بشرية بصفة مستمرة ودائمة . ولكى يتحقق ذلك يضطر مهندسو النسج أخذ وعزل عينات صغيرة من خلايا المريض نفسه .. وإذا كانت التجربة نجحت فى الفئران والخنازير فمما لاشك فيه أن نجاحها أكيد فى الإنسان .وكان اكتشاف أن الخلايا التى بذرت على السقالة (منصة صناعية حيوية يتم وضع خلايا من عضو أو نسيج عليها بغرض إعادة إنماء وتشكيل عضو معين ويتم  ذوبانها وتحللها بعد ذلك ليحل محلها فى حالتنا تلك لب سنى وعاج وميناء جدد  قد احتوت على خلايا جذعية مخفية وهى التى كانت مسئولة عن تشكيل النسيج الجديد
وبدأ البحث عن خلايا جذعية سنية جديدة داخل الأسنان نفسها وقادرة على إنتاج معظم أنواع النسج السنية اللازمة للتصنيع الحيوى للإنسان .. والمتوقع أو المرجح فى هذه الحالة أن تلك الخلايا موجودة على الأقل حتى سن البلوغ المبكر عندما تظهر أو تبزغ أضراس العقل . إن امتلاك الإنسان البالغ لمثل هذه الخلايا السحرية السنية الجذعية ذات الاستخدامات المتعددة سوف يؤدى بالتأكيد إلى تسريع الجهود المبذولة لتكوين الأسنان على السقالات ، مما يسهل أيضاً طريقة تصنيع للأسنان بصفة عامة فى انابيب اختبار وفى المعامل العلاجية .
كان من المهم جداً فهم الأسرار الدقيقة لفهم المبادئ الأساسية التى تتحكم فى المراحل المبكرة جداً لتشكل السن وتتطلب أيضا تأمين مصدر للخلايا لتقوم بدور الخلايا الجنينية الأساسية لتكوين السن .
وبدأ الاختبار باستخدام كل من الخلايا الجذعية والخلايا العادية من مصادر جنينية لاختبار قدرة مختلف أنواع الخلايا على تكوين الأسنان البديلة .و أثبتت الأبحاث إمكانية الخلايا الجذعية وقدرتها على تكوين أسنان جديدة .
والأدهش من ذلك كله انه عند عزل براعم سنية من فئران جنينية ثم زرعها فى أفواه فئران بالغة وفى منطقة لا تنمو بها أسنان عادة .. بعد مضى ثلاثة أسابيع فقط أمكن تمييز أسنان بوضوح .. وقد تكونت بالاتجاه الصحيح وكانت بالحجم المناسب بالنسبة لأسنان الفئران .. مما يؤكد أن فم البالغ يستطيع توفير بيئة طبيعية مناسبة لتشكل السن .
البحث عن المجهول مازال مستمراً
إن مسألة تطور جذور السنى والمنبهات والإشارات التى تؤدى إلى بزوغ السن هما عمليتان معقدتان ولا يزال البحث مستمراًً لفهم الكيفية أو الآلية المعقدة التى يعملان بهما .كما أن مسألة البحث فى الظروف والعوامل التى تساعد على تشكلها فى الأسنان التعويضية .. مازال مجهولاً .. كما أن الوقت الذى تحتاجه زراعة الأسنان حتى يكتمل تشكلها فى فم البالغ .. مازال مجهولاً .. وبحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث ..
إن الأسنان الدائمة عند الإنسان البالغ تبدأ أيضاً فى التشكل عند الجنين .. ومع ذلك تحتاج إلى ست أو سبع أسابيع حتى تظهر وتبزغ ، أو 20 سنة فى حالة أضراس العقل .
ومما لاشك فيه أن نجاح إعادة إنماء الأسنان الحيوية الطبيعية فى الحيوانات  كما يقول العلماء تؤكد أن المسألة ستنجح وبشكل أسرع فى الإنسان ، لكن مازال الوقت الذى تحتاجه حتى يكتمل نضجها ويتقسى ميناؤها بشكل كامل مجهولاًً ولذلك فمازالت الأبحاث مستمرة لتحديد ومعالجة وفهم تلك المشاكل وهى :
ـ الإشارات اللازمة لتكوين السن والتى  تختفى من فم الجنين بعد ولادته ..
ـ كيفية عمل الإشارات  الأولية فى مراحل التشكل الجنينى البدائية التى تتحكم فى الشكل من أجل تحريضها عند النمو الحيوى للأسنان البشرية ..
ـ  كيف يتم تمييز النشاط الجينى بين القواطع والضواحك والأنياب حيث تخضع كلها للنشاط الجينى المتخصص بكل دقة وبمنتهى العناية .
ـ مسار تطور جذور السن .. خاصة أضراس العقل بعد البلوغ.
والتجربة باختصار أن العلماء يحاولون  تكوين أسنان تعويضية حية مهتدين بخلق الله الفطرى وتتبع مسار الخلايا الناشئة .. وكانت أكثر الطرق المتبعة بناء أسنان من خلايا سنية موجودة أو استنباتها من نسج أو أنسجة سليقة قديمة ونجحت تلك الطريقتين فى إنتاج آسنان سليمة البنية .. لكن مازالت التحديات قائمة والمتمثلة فى تنمية الجذور  وتحديد المواد الخام المثالية للأسنان البشرية المخلقة . وبدأت بالفعل تقنية أسنان أنابيب الاختبار المخلقة .
وعندما أخذت خلايا سنية من خنازير يافعة وتم بذرها على سقالة حيوية مصنعة وبعد مضى 25 أسبوعاً من النمو وجدت السقالة وقد تحللت وحل مكانها لب سنى وميناء وعاج جدد .وهذا يعنى ويؤكد أن الخلايا السنية المبعثرة تستطيع أن تعيد تنظيم نفسها لتعطى نسجاً سنية جديدة .
وأمام كل ذلك لا يسعنا إلا ان نردد :
سبحان الله .
***
الصور  


 - الخلايا الجذعية

ـ أسنان فى أنابيب الاختبار.
      ـ الجنين وتطور نشأة الأسنان.
     ـ تركيب السن من ميناء وعاج ولب .
***

1- الاستنساخ والبحث عن الخلود


الاستنساخ والبحث عن الخلود 




مقدمة الكتاب

هل نحن في عصر الكوميديا العلمية ..؟
استنساخ قطع غيار بشرية لصيانة الإنسان وترميمه ..!!!
تكاثر خضري للحيوان والإنسان ..!
انقراض الرجال واستغناء الإناث عن الذكور ..!
بيع واستئجار الأرحام ..!
زراعة ونقل الأعضاء والتصريح بسماح استخدام أعضاء الموتى و نقلها للأحياء مثل القرنية ..الكبد …!!
برمجة وإعادة الكائنات الحية والخلط بينهم لاستخلاص كائنات عجيبة لا بشرية ولا حيوانية تجمع بين هذا وذاك كما تحدثت الأساطير عن الكائنات المخلوطة الكيميرا ..!
    لم تعد المسألة ضرباً من الخيال وإنما أصبحت حقيقة علمية .. مرعبة بل ومفزعة أيضاً .. أصبحت كوميديا ..ملهاة علمية .
    أن يتدرب كلب أو قرد على الرسم والعزف والجنى والحصاد ممكن .. أما أن يعزف ويرقص ويفكر ..!
أن يصبح هناك فأراً ذكياً وآخر غبياً !!
هذا هو الغريب والمدهش بعينه ولكن ما العجب في ذلك وقد فاجأتنا الهندسة الوراثية والاستنساخ بأغرب وأعجب من ذلك ..
الحقيقة أن هذا الكتاب قد طرحت بعض موضوعاته في صفحات آراء وقضايا وملحق الجمعة بالأهرام وقد تبنى نشر هذه القضية الدكتور أحمد يوسف القرعى والأستاذ رياض توفيق في الأهرام بعد أن أثارت الرغبة والرهبة لدى القراء لمعرفة الحقيقة كاملة مما أستوجب إصدار هذا الكتاب بالتفصيل والشرح المبسط للحقائق .. وقد صحح المؤلف في هذا الكتاب بعض المفاهيم التى يرددها البعض وتثير الرعب والفزع بين القراء والناس .. مثل :
حقيقة استنساخ الموتى ..
والاستنساخ من العظام ..
والاستنساخ العلاجي ..
    كما وضع بين أيدينا حكمة الخالق في أن يتكاثر الإنسان والحيوان جنسيا ولاستنسخ طبيعياً ..كما أجاب على التساؤلات الآتية :
هل الـ DNA (المادة الوراثية) مادة حية ..؟
وهل يمكن الكشف عن آثار أي إنسان بمجرد العثور على شعرة أو ظفر منه أو منديل ملوث أو مبلل بعرقه ..؟
    بالفعل هذه المفاهيم الخاطئة كان الفضل لهذا الكتاب في تصحيحها.. وأن المادة الوراثية لا هي حية ولا ميتة لأنها عبارة عن حمض نووي وسكر وفوسفات وقاعدة نيتروجيني.. وتوجد في جميع الخلايا بما في ذلك خلية بصيلة الشعر وليس الشعر نفسه .. كما توجد في خلايا الجذور التى ينبت منها الظفر وليس الظفر نفسه .
    أما العرق فلا شأن له بها لأنه ليس كاللعاب أو الدم أو السائل المنوي ..فمجرد وجود عينة من دم أو سائل منوي أو عظام يمكن عزل المادة الوراثية الـ DNA لحاملها والكشف عنه .. وكون المادة الوراثية تفسد بعد 6 ساعات كما يردد البعض غير صحيح .. فالمادة الوراثية يمكن حفظها لعصور ودهور .. لأنها موجودة في خلايا داخل العظام وقد يصيبها التلف أو يصحبها نقص ما لكنها موجودة ويمكن علاج هذا التلف لمعرفة المادة الوراثية الأصلية وإعادة زرعها من جديد .
    كما عرف القراء أن المرض الوراثي لا يعنى بالضرورة أنه موروث من أحد الأبوين أو الأجداد .. لكنه يعنى أن هناك خلل ما قد حدث في المادة الوراثية الـ DNA التى تحتوى على الجينات أي خلل جبني وقد يكون هذا الخلل ارجيني موروثاً من أحد الأبوين ولكنه ليس حتماً وليس بالضرورة مأخوذاً منهم .. لأن هذا الخلل الجينى قد يستحدث وينشأ نتيجة تفاعلات معينة مع البيئة المحيطة وتعاطى أدوية معينة أدت إلى حدوث طفرات وتغيرات فى الجينات أو المادة الوراثية .
المشكلة أن حدوث هذا التغير في الكائن مهما كان سببه سواء وُرث أو أُستحدث من الأجداد أو نتيجة عوامل وتفاعلات بيئية وكيميائية قد يُورث .. لتعانى منه الأجيال القادمة .
    كل هذه المفاهيم وغيرها من المعلومات التى لابد وأن تصحح لدى الناس .. وأمانة المعلومة ومصدرها كان من أهم معالم هذا الكتاب .
وتناول المؤلف قضية الاستنساخ بفلسفة علمية ورؤية منطقية ومن أهم ما تضمنه هو أمانة العرض والمراجع والمصادر المأخوذ منها بعض المعلومات ..ثم فلسفة وحكمة تناول هذه الأبحاث وما الضرورة والحاجة الملحة إليها في عصرنا الحالي خاصة وأن الجميع يكتب في الاستنساخ سواء كان متخصصاً أو غيره .
    ولا شك في أن القارئ سيفاجئ ببعض المعلومات الغريبة والمفزعة في آن واحد .. كإمكانية تأجيل الشيخوخة وعلاج فقدان الذاكرة وكيفية تقويتها وعلاج السرطان والزهايمير وغيرهم من الأمراض المستعصية .
كما أن من أخطر الأمور التى تم طرحها في هذا الكتاب مسألة الخلط بين الكائنات وتشابه أجنة بعض الكائنات المختلفة .. لدرجة يصعب التمييز بينها .. مما يؤكد وينبئ بحقيقة الخلط بين الكائنات وإعادة برمجتها وفقاً لأهواء العلماء ورغباتهم ، كما أن تشابه وتقارب كل من الفأر والشمبانزي بدرجات تثير الحيرة والشك فنحن نقارب الشمبانزي ب 98 % والفأر بقاربنا بـ 99% .. كيف يكون الأمر كذلك ؟
    كما تميز الكتاب عن سائر كتب الاستنساخ التى صدرت حتى الآن بفصل تنويري عن كيفية الاستنساخ بطريقة علمية مبسطة بالشرح والصور مما يؤكد أهمية شرح الموضوع وتبسيطه وتوصيله للقارئ لدى المؤلف .

***

لتحميل الكتاب اضغط هنا


مدخل الى علم الاستنساخ والهندسة الوراثية

أساسيات الهندسة الوراثية والاستنساخ

لتحميل الكتاب اضغط هنا

قطع غيار بشرية


قطع غيار بشرية


قطع غيار بشرية
     هناك فرق بين قدرة الله جل شأنه اللا محدودة ، وقدرة الإنسان المحدودة التى تسفر النهاية عن العجز والخلل .. ومما لاشك فيه أن محاولة علاج الإنسان بطريقة حديثة مثل زراعة أعضاء طبيعية من نفس المريض يعد من أنجح الطرق العلاجية حتى الآن ... إلا أن مسألة تكوين جنين لإتلافه تعد مثيرة للجدل حتى اليوم ..
 جنين كُون كي يُتلف !!
 كيف يُسمح بذلك ؟
   إن تكوين جنين بهدف إتلافه كما يعد البعض إنما الهدف منه توجيهه لتكوين أعضاء معينة .. أي أننا  سنخرب أو نتلف بدايات مشروع طفل منذ بدء تكوين خلاياه الأولية لنُكمل أعضاء آخر .
   هذا هو المفهوم الذي خرج لنا به علماء الأجنة والوراثة حديثًا.. فيدعون ان المسألة ما  هي إلا عملية توالد خلايا من خلال استخدام بيض المرأة للحصول على الخلايا الجذعية البشرية أي خلايا المنشأ أو الأم التى تشتق من بيض معامل وليست أجنة ..(  شكل59 ).
    قد يمكن استخدام الأجنة المتلفة ( السقط ) في الحصول على هذه الخلايا ..فيكون الأمر مختلفا تمامًا .
    ولكن الاستنساخ العلاجي ( شكل 60 ) هو تكوين متعمد ومقصود للعلاج وليس لتكوين بشر أو أفراد .. وهو تكوين غير طبيعي تكوين معملي في المعامل للحصول على خلايا وليس أفراد فهو لا يعد جنينا كون كي يتلف كما يعتقد البعض.. ولا يعد إتلافا وإنما هي الشروط التى توجبها وتتطلبها الطريقة ألا يكتمل نموها للحصول على خلايا تعويضية للعلاج .. وهو الهدف الرئيسي.
                             ***
    فالخلايا المصنعة ما هى إلا نمط جديد .. ولم يعد جنينا لأنها بيضة منشطة Activated egg  أو مفعلة ( نامية ) وأنها ليست جنينًا.. كرة من الخلايا لا يزيد حجمها على حجم نقطة في نهاية هذه الجملة (.).
 فهو (الجنين) لم يتشكل بعد وكلها أيام فقط  .. مجرد ستة أيام .
   فما المانع في استخدام هذه الخلايا في إنقاذ الأطفال والبالغين المرضى ؟
 ولأن استخدام البيض المُفعل يؤدى إلي إنقاذ الحياة .. قد يلجأون إلى الإتجار بهذه القضية ، كالمعتاد ، وهى أن كل الأشياء الآن تخضع للمكسب والخسارة ، ومسألة الحصول على بيض بشرى (أنثوي بالقطع) بغرض البحث العلمي مسألة في غاية الخطورة .. سلاح ذو حدين.
     وعملية الحث الهرموني لإنتاج عدد كبير من البيض (حيث إن المرأة عادة ما تنتج بيضة واحدة فقط أو اثنين كل شهر) باستخدام العقاقير المنبهة ( للتبويض) لها آثار جانبية خطيرة على المرأة إذ إنها قد تؤدى إلي تلف في الكبد أو قصور كلوى أو سكتة مخية .

قطع غيار طبيعية

    تناقش هذه التكنولوجيا الحديثة المثيرة للجدل مؤخـراً والخاصة بالاستنساخ  على أنها وسيلة تكوين نسخ وراثيـة بدون تزاوج أى بالتكاثر الخضرى أو اللا جنسى لفرد بالغ .
    وعادة ينتقل مثل هذين المرضين من جبل إلي أخر في صمت بوساطة الأفراد الحاملين لنسخة واحدة من جبن معيب . ولا يظهر المرض إلا عندما يرث طفل نسختين من الجين المعيب من أبوين حاملين لهذا الحيـن وحالياً بإمكان الاختبارات الجينية أن تكشف قبل الولادة عما إذا كان الجنين Fetus) )  ( أو المضغـة Embryo) )  مصابًا بأي من هذه الحالات المرضية العديدة ، ويحق عندئذ للزوجين اختبار الإجهـاض والدخول في لعبـة الاحتمالات الجينية ثانية من حمل جديد ، وفي بعض الحالات ، يمكن التكهن بدقة بأن الاحتمال الوراثي سيتحقق وقد تصاب بعض أجنة الأبوين بالمرض ، إذا كان  الأبوين مصابين بفقر الدم المنجلي ، فأن جميع أجنتهما ستحمل هـي الأخرى هذا المرض، ولا يمكن بالتالي الانتقاء منها لعدم صلاحيتها جميعها ولكن بوسع المعالجة الجينية المدعمـة بالرغبـة الجامحـة في إجراء الاستنساخ ، أن تصح نظريـًا حالة أطفال هذين الزوجيـن وكذلك جميع ذرياتهم من بعدهـم .
    ويبدأ الإجراء بتنمية بيضـة مخصبة Fertilized egg) ) في المختبر إلي كتلة من نسيج جنيني مبكر ، وسيتم عندئذ غرز جين فعـال (Functioning  )( ولتفرض مثلاً جين الكلوبين بيتـا ، وهو البروتين الخاص بنقل أكسجين الدم والذي يطفر ـ يتغير ويصاب ـ في فقر الدم المنجلي ) في الخلايا الجنينية بوساطـة نواقل أخري مع ذلك الجين ، يمكن تعرف الخلايا التي التقطت  الجين علي نحو صحيح .. ومن ثم يمكن غرس الـ DNA  إحدى تلك الخلايا في بيضـة جديدة تؤخذ من الأم نفسها ، لتبدأ الحمل من جديد ، وفي الخطـوة الأخيـرة تحل عمليًا نسخـة Clone  صحيحـة من الجنين نفسه محل الجنين الأصلى المعيب .
***
        ومع أن هذه الطريقة المعالجـة لا تستدعي خطـوة استنساخيـة ، فأن الاستنساخ قد يجعلها أسهل تحقيقاً ، فالخلايا الجنينية في مرحلـة مبكرة جدًا ، إن عـزل بعضها عن بعض ، تحتفظ بمقدرتها على التنامي ( التكاثر  والنمو ) إلي أجنـة كاملة ، وفي الواقع ، هذا ما يحدث في حال تشكل التوائم المتماثلة (Identical)  سـواء كانت ثنائية أو ثلاثية أو رباعية ، لذا ، فأن بوسع أخصائي المعالجة الجينية تحوير DNA الخلايا الجنينية وإعـادة خلية واحدة منها إلي الأم لتحمل بها  ، ولكن المشكلة في هذه التقنية أنه بعد عدد قليل من الانقسامات الخلوية تفقد الخلايا الجنينية أهليتها العديدة الاحتمالات لذا يضطر المعالج الجيني أن يعمل علي عدد قليل نسبيًا من الخلايا ، وهذا مما سيؤدي إلي فشل محاولات علاجيـة كثيرة ، ولكن مع استخدام تقنية الاستنساخ يغدو عمـر الخلايا المؤهلـة للزيادة والإكثار ، وكذلك عددهـا ، غير محدود  .

    ونظريًا ، سُيتيح  الاستنساخ معالجة خلايا تؤخذ من حمل أكثر مقدمـا ( أطول زمنـًا ) ، بيد أن هذا سيستثير مشاكل أخلاقيـة محرجـة لكثرة من الآباء والأمهـات ، وبإدخال تحويرات معينة على هذه المقاربـة ، ويمكن إجراء المعالجـة الجينية على خلايا تؤخذ من أحد الأبوين ، ومع أن الطفل المستنسخ من إحدي هذه الخلايا المحورة تجـاوز الحواجـز الأخلاقيـة .

    والقضية الأخلاقية التى تناقش الآن على مستوى العالم هي
    لإنجاز ونجاح استنساخ الأعضاء أي في حالة استخدام هذه النقنية من الوازع الإنساني لابد من توفير أولا :
     بويضات (بيض النساء) بكميات كثيرة جداً لإجراء التجارب عليها وطبعاً العلماء يأملون في تبرع الإناث ولكن الحقيقة تقول إنه بالفعل يوجد الآن في الخارج سوقا لبيع البيض بسعر 4000 دولار للبيضة الواحدة  كما حدث في تجارة الأرحام واستئجارها .
وهنا يطرح السؤال
    هل من حق الإنسان المؤمن أن يتصرف في جسده وأعضائه بالبيع أو التبرع  أو حتى  بالإيجار وكأن جسده مال أو بضاعة أو سلعة أو أي شئ من ممتلكاته ؟
    والإجابة ليست بحاجة لاجتهاد وقد تعددت صور الانتفاع والحاجة تحت ستار البحث العلمي وإنقاذ المصابين لاستمرار الحياة .
      وتصدى مجمع الفقه الإسلامي سابقاً الذي عقد في جدة لحسم قضية نقل الأعضاء ولنأخذ من هذا القرار ما يهمنا في موضوع الأجنة (الخلايا الجذعية) والاتجار بالبيض .
    فقد حدد القرار الاستفادة والانتفاع في ثلاث مواضع يهمنا منها النقل من الأجنة التى أجازها العلماء بحيث لا تخضع لأية إغراءات مادية أو اجتماعية أو طبية .
    وثـــانياً : نقوم بعملية تكوين جنين صناعياً معملياً وبدون إخصاب (لقائح مستنبة خارج الرحم).. جنين من الممكن أن يكتمل ليصبح طفلاً ولكن نمنع هذا الاكتمال ونتلفه فى يومه الخامس تقريباً لنكون أعضاء وقطع غيار مختلفة للإنسان ..
    أي ان المسألة أخطر كثيرا مما نتوقع .
    إذ كيف نكون جنيناً لنتلفه ونمنع اكتمال نموه لنعالج آخر مصاباً ؟
    واليوم الخامس هو اليوم الذي يتم فيه  تكوين الخلايا التى يمكن أن تعزل منها الخلايا الجذعية  التى لو تركت لشكل منها الجنين ولذلك يتم التأثير عليها معملياً لتوجيه هذه الخلايا الجذعية لإنتاج العديد من الأنسجة والأعضاء المختلفة المرغوب فيها.
         الرأي الديني والتشريعي في قضية تكوين جنين لإتلافه
    وإذا تعرضــنا للرأي الديني والتشريعي في قضية الاستنساخ نجد أنه  قرر أعضاء المجمع الفقهي في دورته السادسة عشرة بمكة المكرمة عند مناقشته  ""  للبصمة الوراثية والاستفادة منها "" و سنأخذ منه ما يهمنا فقط في موضوع الاستنساخ حيث إنه يتوقف على نقل الجينوم بأكمله من شخص لآخر.
    لا يجوز بيع الجينوم البشرى لجنس أو لشعب أو لفرد لأي غرض .. كما لا يجوز هبته لأي جهة .. لما يترتب على بيعه أو هبته من مفاسد .
كما قرر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الذي عقد في جدة في المؤتمر الرابع  عام 1988 والخاص بقضية  " انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً أو ميتاً ".
    ويقصد بالعضو هنا أي جزء من الإنسان سواء كان أنسجة أو خلايا أو دماء  .. وشملت الانتفاع الذي دعت إليها ضرورة المستفيد وما تتوقف عليه الحياة ومنه ما لا تتوقف عليه الحياة وله تأثير على الأنساب والمورثات كالخصية والمبيض وخلايا الجهاز العصبي  ... ومن صور الانتفاع النقل من الأجنة .
    " وتقرر ما يلى بالنسبة لنقل العضو من مكان من الجسد إلى مكان آخر من الجسد نفسه .. كنقل الجلد والغضاريف والعظام والأوردة والدم ونحوها بأنه:
ـ يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها .
ـ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بأي حال من الأحوال .
وإن ما يترتب على القول بجواز نقل الأعضاء من إنسان إلى آخر يؤدى إلى مخاطر كثيرة فيحرم سداً للذرائع .
ـ الإيثار إنما يكون في المال ، أما الإيثار بالقربات أو بالأنفس أو الأعراض فممنوع شرعاً.
     ولن نتوقف عند نقل وزراعة الأعضاء لأنه موضوع آخر ولكن سنأخذ ما يهمنا من هذه التشريعات في هذه القضية وهو نقل الأجنة:
·          يحرم بيع جزء من أجزاء الآدمي المتجددة .
·          ولا يصح أن يتبرع الإنسان بجزء من أجزائه لغيره .
·          يجوز للإنسان أن ينتفع ببعض أجزاء نفسه في حالة الضرورة بشرط ألا يعرض النفس للتهلكة .
ومن صور الانتفاع في حالة النقل من الأجنة ويتم الاستفادة منها في ثلاث حالات :
·          حالة الأجنة التى تسقط تلقائياً .
·          حالة الأجنة التى تسقط لعامل طبي أو جنائي .
·          حالة  " اللقائح المستنبته خارج الرحم  " .   
الضرورات تبيح المحظورات 
 الضرورات تبيح المحذورات وهذه القاعدة الشرعية أخذت من قول الله عز وجل عقب ذكر المحرمات في كل المواقع التى ذكرت فيها في القرآن الكريم  :
" فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".  [البقرة ـ 17].
" فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".  [ الأنعام ـ 145].
" فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".  [النحل ـ 115].
" فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".   [المائدة ـ 3].
    وقــد عرف الفقهاء وعلماء المسلمين الضرورة بأن يبلغ الإنسان حداً يضطره ( النيل من المحرمات )  لدفع الهلاك عن نفسه ولكن غير باغ ولا عاد .. أي غير متجاوز حد الضرورة وهو دفع الهلاك والضرر .
   فالمضطر هو أن  ينال من المحرمات لدفع الهلاك عن نفسه ولكن غير باغ ولا عاد أي غير متجاوز حد الضرورة والضرورة كما قال السيوطى :
هي بلوغ الإنسان حداً إن لم يتناول الممنوع أو المحظور هلك أو قارب الهلاك.
وسبحان الله القائل جل شأنه :
مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ". [الأنعام ـ 38].

الضحكة الصحية 7 ثوان فقط



من الإعجاز العلمى 

الضحكة الصحية 7 ثوان...فقط ..!
 لماذا كانت الكلمة الطيبة صدقة ...؟!

ألم تسأل نفسك بعد..
لماذا تحب أن يبتسم الآخرون في وجهك ؟
   .
    ........................الهرمونات .
    وأدى اكتشاف مركز ل.................خوف وجههُ أصفر أو أخذ العرق يتصبب منه وما هو إل.............................
   وليتنا نستخدم هذه الروشتة المجانية ونتعلم كيف نضحك ونبتسم وكفانا همًا ونكدًا .
وهذه واحدة من أسرار الكلمة الطيبة .
  ولماذا كانت الكلمة الطيبة صدقة .. لأنها وحدها كفيلة بغسل الهموم والعداوة والبغضاء .

اقرأ التفاصيل فى كتاب وفى انفسكم افلا تبصرون

رواية من الخيال العلمي: جريمة عالم

رواية من الخيال العلمي

جريمة عالم

د. أميمة خفاجي

للتحميل اضغط هنا

تكنولوجيا تفريخ الأسماك

أبواب الكتاب


الباب الأول: مبادئ تفريخ وتكاثر الأسماك

الباب الثانى: المفرخات

الباب الثالث:  تجهيز الغذاء الحى

الباب الرابع: النمو وتقدير عمر الأسماك

الباب الخامس: التحسين الوراثى

الباب السادس: نمازج تفريخ  والمراجع العربى والإنجليزى الأسماك

الباب الثامن: نماذج للأسئلة


لتحميل الكتاب اضغط هنا

إنفلونزا الخنازير .. الفيروسات ولعبة الجينات














لتحميل الكتاب اضغط هنا

مقدمة كتاب
إنفلونزا الخنازير
الفيروسات ولعبة الجينات

د/ أميمة خفاجى

الفيروسات ولعبة الجينات
لا شك أن هناك تأثيرا واضحا للطعام على سلوكيات الإنسان كما أثبت العلم الحديث،فلابد من الحرص الشديد عند تناول الطعام خاصة فى الآونة الأخيرة ، وبالرجوع لأصولنا وجذورنا وتراثنا القديم نجد ابن خلدون يقول: " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة ، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة ، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ". كما أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال : "والفخر والخيلاء فى أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار فى أهل الغنم".
ومن صفات الخنزير إنه يتسم بحاسة شم قوية جداً ، وهو سريع التكاثر فتلد انثى الخنزير من(3ـ12) صغيرا فى المرة الواحدة التى تتراوح ما بين 6 – 8 شهور ، وتقوم بإرضاعهم لمدة 21 يوما فقط، وهو متعدد الألوان من الأبيض إلى الوردى والأحمر ومن البنى إلى الأسود. كما يقول الدميري: إن الخنزير شرس الطباع ، شديد الجماع، شبق ، تكتنف حياته الاجتماعية مع أنثاه الفوضى ، ولا يخصص لنفسه أنثى معينة ، وهو حيوان لا يشعر بالغيرة نحو الأنثى التى يجامعها.
أنفه اسطوانى صلب حتى يستعين به فى نبش الأرض وإخراج الديدان ، أرجله مهيأة جيدا للسير فى الأوحال حيث إن أظلافه موزعة بشكل لا يسمح لها بالغوص فى الأوحال ولذلك فهو ينتشر بكثرة فى المناطق الموحلة. تفتقر خلايا الخنزير إلى الغدد العرقية التى تعمل على خفض الحرارة مثل بقية الثدييات، ولذلك فهو يحتاج للمياه أو الطين لتبريد أجساده خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة.
من سلوكيات الخنزير أنه كانس للبيئة فهو يأكل كافة القاذورات التى تخطر على البال ،يتغذى على الميتة وبقايا جثث الطيور والحيوانات والطير واللحوم ، حتى ملوثات وبقايا الدم والقطن بالمستشفيات يأكلها. والأدهى من كل ذلك أن الأنثى قد تأكل صغارها أحياناً ، حتى الجثث البشرية يتغذى عليها. ليس ذلك وحسب وإنما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه يأكلها بشرهة ونهم. ولذلك فهو خلق لينظف البيئة ويعد كانسا للبيئة.
ومن طبيعة الإنفلونزا إنها موسمية وقد تصيب الحيوان أو الإنسان والطير..وكلنا يشهد ذلك،فكم مرارًا رأينا خيولاً وجمالاً و كلابًا و قططًا تسعل وتعطس،وكذلك الطيور و..كل يمرض بفيروس الإنفلونزا الخاص بنوعه وكل يستطيع مقاومته وفقا لجهازه المناعى.

إصابة الحيوانات بالإنفلونزا
وطبيعى أيضا أن يمرض الحيوان بما فيهم الخنزير والطير بإنفلونزا موسمية ويُشفى،خاصة وأن الخنزير له من القوة المناعية ما هو طبيعى بحكم كونه كانسا ومنظفا للبيئة ، وما هو مكتسبا من العدوى الجديدة لتغذيته على ملوثات ونفايات وجيفة ومواد عضوية تالفة وفاسدة مما يكسبه مناعة فوق مناعته لدرجة أنه قد يصاب بأمراض عديدة ولا تظهر عليه أية عوارض لقدرته على مقاومة تلك الاعداء الميكروبية الجديدة سواء كانت بكتيريا ، أو طفيليات،أو فيروسات،أو حشرات، وغيرها.حتى الذين يخالطونه من البشر لديهم مناعة أقوى من تلك التى لدينا لما له من خصائص مكتسبة من هذا التلوث المحيط به حيث يتقاسمون تلك النفايات العضوية والمعيشة معه حتى الف بعضهم بعضًا.
وتتكون فيروسات الإنفلونزا من ثمانية جينات فقط،والسلالة الجديدة بها ستة جينات من فيروس إنفلونزا الخنازير المعروف بانتشاره فى أمريكا الشمالية.لكن هذا الفيروس هو نفسه مزيج من فيروسات إنفلونزا البشر والخنازير والطيور. والجينان الأخريان يأتيان من فيروس خنازير موجود بالخنازير الأوروبية والآسيوية.

فترة حضانة الفيروس
 4 - 7 أيام , لو عطست أو سعلت فى كوب يظل الفيروس كامنا غير نشطا عالقا بالكوب حتى يصادف كائنا آخر قابل للإصابة به وتتم العدوى ، فينشط ويمارس نشاطه فى إخضاع الخلية له ولأوامره ويتنقل بخفة وسرعة من خلية لأخرى عبر الهواء والسعال واللمس والمصافحة. حتى الكمامات الواقية مغشوشة والأدهى من كل ذلك أن الكمامات التى تباع فى الصيدليات ليست هى الكمامات الواقية للفيروسات، حيث يتراوح سعر الكمامة الواحدة الواقية للفيروسات من 8-10 جنيهات ، كما أن هذه الكمامة تفقد صلاحيتها الوقائية بعد ست ساعات فقط من استخدامها.

توقع الإصابة
تختلف الإصابة من شخص إلى آخر فقد يصيب البعض دون الآخر..برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة فى غاية الأهمية ، وقد تكون أعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة واخرى شرسة .. وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس،لانه يعتمد على المناعة..
يوهم الفيروس خلايا الكائن الحية الدفاعية مما يؤدى لتدمير أجهزة كاملة بالجسم خاصة الجهاز التنفسى.جيلا متطورا من هذا الفيروس قد ينتشر بسرعة جدا.
يهاجم الفيروس الخلايا وعندما يستطيع مفتاح الفيروس الاندماج مع قفل الخلايا المستهدفة ، يدور المفتاح فتفتح الخلية بابها ويستطيع الفيروس الاندماج مع قفل الخلية ويخترق سطح الخلية ويبدأ فى نشر وبث خصائصه الوراثية ثم يتركها بعد تخريبها متنقلا بخفة ورشاقة من خلية لأخرى .
وبالتالى يستطيع فى وقت قليل السيطرة على الخلايا الواحدة تلو الأخرى وهدم مقاومتها المناعية ، وأخطر ما فى الفيروس هو سطحه حيث يوجد انزيم نيورامينياز  Neuraminidase (NA)وعقار التام فلو Tamflu  يعمل على تعطيل هذا الإنزيم ومن ثم تموت الخلايا المسببة للفيروس أو التالفة بها.

التحصـين
  المناعة تتكون نتيجة لتكون أجسام مناعية بعد عدوى مباشرة بالمرض .. ولكن هناك طريقة صناعية لتكوين المناعة وتكوين أجسام مناعية وذلك عن طريق التحصين باللقاحات المختلفة .. وهى عبارة عن ميكروبات الأمراض تعطى بصورة مخففة لإحداث عدوى ضعيفة للمرض يتبعها تكون مناعة. واللقاح يقوم أو يعمل على تنشيط الجهاز المناعى ويجعله فى تنيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازى وتأهب دائم فى جهاز المناعة بالدم وبالتالى يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضى عليه قبل أن يستفحل وينتشر فى جميع ارجاء الجسم.
عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعى. حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازى العدو موجود بالدم مما يجعلها فى حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. لنتذكر دائما أن كثرة المضادات الحيوية تعمل على تقوية الفيروسات والبكتيريا المهاجمة ، وتكسبها قوة وشراسة مما يقلل من فعالية المضادات المقصودة، بل وتؤدى إلى ظهور العديد من الأمراض غير المعروفة علاوة على إضعاف جهاز المناعة بالجسم.
ولنأخذ فى الاعتبار انتظار العديد والجديد من فيروسات الإنفلونزا المختلفة والمتنوعة مثل: إنفلونزا  الكلاب أوالقطط أو الحمير وغيرها. فماذا نفعل وقتها ..؟!
 والفيروس ليس كائنا حيا لكونه لا يتكاثر ولا يتزاوج وإنما هو يتوسط الكائنات الحية وغير الحية، فيجمع فى تركيبه مع الكائنات الحية المادة الوراثية التى تعد أخطر ما فيه ، ويظل كامنا حتى يستطع التطفل على أى كائن حى ليمارس نشاطه بالاستنساخ والإكثار من نسخه داخل خلية الكائن الحى حيث يدخل ضمن التركيب الوراثى للخلية فيوهمها بانه من أحد أعوانها ومكوناتها. لكن .. لماذا تصيب فيروسات إنفلونزا البعض دون الاخر ..؟! بل لماذا ينجو من الموت البعض دون الآخر..؟!ولا شك ان السبب الرئيسى فى تفشى الأوبئة فى الآونة الأخيرة هو إتقان لعبة الجينات وتحوير الفيروسات وهندستها الجينية، لبيع المرض وتسويق الأدوية.
الفيروس ليس بالخطورة المطروحة لكن لماذا تعد إصابة الخنزير بالفيروسات أشد خطرا..؟!
بصفة عامة  تكمن خطورة إصابة الخنزير على وجه التحديد بالفيروسات ، فى أن داخل خلايا جسم الخنزير مستقبلات للكثير من الفيروسات التى تتحور وتتطفر (تتغير) داخله لتخرج فى صور جديدة شديدة الضراوة لتصيب الإنسان والحيوانات أيضا..كما حدث فى إنفلونزا الخنزير.وكلنا يعلم أن الخنازير كانت موجودة منذ خلق الإنسان، والفيروسات ايضًا، فما السبب اذن فى زيادة وكثرة  إنبعاث الأوبئة من الخنازير والحيوانات الأخرى الآن ..؟!! وكذلك تفشى أوبئة الإنفلونزا من حين إلى آخر..؟! بل وما الداعى لكل هذا الذعر ..؟! خاصة والعالم كله يعانى من الأزمة الاقتصادية..!
هل إثارة الرعب والفزع بين الناس مسألة مقصودة متعمدة لشغله عن القضية الأساسية وهى الأزمة الاقتصادية التى تواجه العالم كله ..؟!وفى نفس الوقت ستكون حلاً اقتصاديا لزمتها الاقتصادية على حساب صحة الآخرين وموت البعض. قطعا إنها مقصودة.
كتاب لبيع المرض وتسويق الأدوية
 يتداول الآن فى الخارج كتاب " بيع المرض" وتسويق الأدوية .. فهل نجحت شركات الأدوية فى تحويل البعض منا بل والكثير منا إلى مرضى..؟!
***

المقاومة الطبيعية وضرورة العودة للأعشاب الطبيعية
منذ خلق الإنسان وهو يسعى لتحقيق أحلامه بالبحث عن المال،القوة،الصحة والجمال. وارتبطت الصحة والجمال لديه بعلاقته بالنباتات البرية فاستعمل الأعشاب للتداوى والتجميل. فبلغ قدماء المصريون درجة عالية من المهارة ما لم يبلغه أحدا فى عصرنا الحديث، فى فن التجميل والعلاج.
وكان من البرديات التى عثر عليها برية إيبرس Papyrus Ebers التى تعتبر من أهم البرديات الطبية التى شملت ما يقرب من 877 وصفة طبية من بينها 12 وصفة فقط أساسها التعاويذ السحرية.
وكذلك النباتات الطبية فى الطب الصينى القديم فقد تم الكشف عن 365 عقارا من العقاقير النباتية.
وقد برع أيضا اليونانيون فى الطب والتداوى بالأعشاب. ومن أهم الأعشاب التى تهمنا فى مقاومة نزلات البرد بشتى أنواعها والإنفلونزا وغيرها مما يساعد على تقوية جهاز المناعة فيجعله قادرا على مواجهة أى غازى من الأعداء الفيروسية.
حبة البركة:Nigella  وتسمى بالفارسية(شونيز) Nigella sativa  وتعرف حبة البركة باسم الحبة المباركة او الحبة السوداء أو الكمون الأسود. وقد عرف الفراعنة وقدماء المصريين هذه الحبة وكانوا يطلقون عليها (شنقت) وذكروها فى بعض بردياتهم فى علاج أمراض الصدر والكحة.
ويعزى المفعول الطبى والعلاجى فى هذه الحبة لوجود مادة النجلون Nigellone  الموجودة فى زيت هذه الحبة. حيث كانت تستعمل مادة النجلون المعزولة من البذور على هيئة نقط تستعمل فى علاج الربو والسعال الديكى. 
ينسون Anise or Aniseed والاسم العلمى هو Pimpinella anisum ويطلق عليه أسم الأنيسون.
وتستخدم ثماره التى يطلق عليها تجاريا البذور طبيا لاستخلاص الزيت منها ومن أهميته أنه يدخل فى بعض أدوية الكحة طاردا للبلغم Expectorant  وليكسب هذه الأدوية طعما مقبولاً، ويكثر بالثمار هرمون الأستروجين Estrogen  ولذلك يعرف عنه أنه إذا تناول بكميات كبيرة للذكور فإنه يُضر بهم حيث يزيد لديهم الهرمونات الأنثوية مما يقلل من القدرة الجنسية ، أما بالنسبة للإناث فيؤدى لزيادة إدرار اللبن ، لدرجة أنه يضاف إلى عليقة البقر.
العرقسوس: Liquorice  نبات العرقسوس أو السوس يوجد منه عدة أصناف وتستخدمه الصين لعلاج الكحة وضيق التنفس كما أشارت إليه بعض البرديات الطبية المصرية القديمة.
ومما لاشك فيه أن الصين تعلم جيدا قيمة الأعشاب والنباتات الطبية .. فلماذا كان استخلاصها للقاح إنفلونزا الخنازير اليتسون وليس العرقسوس ..؟!
لأن العلماء الذين عالجوا المرضى بالعرقسوس وجدوا بعض هؤلاء المرضى يزيدون فى الوزن وتتضخم مفاصلهم، علاوة على تأثيره الضار على مرضى القلب ومرضى ارتفاع الضغط وغيره.
وبرغم أن ثمار الشطة تعتبر من الثمار الغنية بفيتامين ج Vitamine c إلا أنه لا ينصح بتناولها للوقاية من نزلات البرد كالليمون والبرتقال وغيره. لكن لا شك إنها طاردة للملوثات لما لها من تأثير فعال وفورى يؤدى بك إلى العطس عند شم رائحتها النفاذة.
البصل Squill  ويسمى بصل العنصل أو بصل فرعون ويدخل فى تركيب أدوية الكحة وأدوية اللتهاب الرئوى المزمن، علاوة على فوائده الأخرى فى علاج أمراض واضطرابات القلب.
وكلنا يعرف فائدة كل من البرتقال والليمون وعسل النحل فى مقاومة أمراض البرد خاصة الإنفلونزا.
***

وباء إنفلونزا الخنازير كان متوقعًا
كان معظم الموتى وضحايا 1918 م سقطوا صرعى الرئة والالتهاب الرئوىPneumonia)) نتجت من بكتيريا انتهازية أصابتهم بعد أن أضعفتهم الإنفلونزا.إلا أن مجموعة من ضحايا الإنفلونزا ماتوا بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض عليهم . بسبب حدوث التهاب رئوى فيروسى أكثر حدة والناتج من الإنفلونزا ذاتها مما جعل الرئة لديهم إما نازفة بشدة أو ممتلئة بالسوائل. وبرغم اجتياح  تلك الكارثة لبعض بلاد العالم عدة مرات إلا أنه فى كل مرة كانت تظهر سلالة جديدة شبيهة للأولى إلا أنها تمتلك خصائص جديدة لم يسبق للجهاز المناعى التعرف عليها، وبقيت سلالة عام  1918 م تنفرد بخصائص تميزها إلا أنها تعد المنشأ لهذه السلالات الناتجة والمتفرعة التى تلتها. فقد شخصت الآن سلالة H2N2   التى حلت لعنتها على العالم عام 1957م ، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968م. ولأن الخنزير لديه قابلية للإصابة بفيروسات كلا النوعين البشرى والطيرى فقد انتشرت حالات إنفلونزا فى البشر والخنازير عام 1918م.وكان انتقالها من البشر إلى الخنازير يعد احتمالاً متوقعاً، حيث إن الخنازير تتغذى على فضلات ومخرجات أى كائنات وبالتالى من الممكن نقله أيضاً من الأسماك إلى الخنازير. وكما حدث فى حالة الإصابة بفيروس سارس التاجى  (SARS Corona Virus)  حيث ظهرت سلالته بين البشر وكانت من مصدر حيوانى .. مازال مجهولاً.
ولذلك نتوقع المزيد من إنفلونزا الفئران أوالقطط أو الكلاب وغيرها من الحيوانات التى ستهل علينا من حين إلى آخر خاصة ونحن فى عصر الأوبئة ولعبة فى ايدى الآخرين. فكافة الأوبئة التى ظهرت فوق الأرض من صنع الإنسان، حتى الطبيعة لم تسلم من شيطانه وتخريبه وفساده .
***

مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية
وفى عصر العولمة أو زمن التكنولوجيا..وبدلاً من اللعب والتمثيل بالقتال كما هو الحال فى لعبة "الشطرنج" أصبحت الآن الهندسة الوراثية اللعبة الأكثر شغفا وإثارة..فدائما يبحث العلماء عن اللعب بالقتال والتمثيل به ، لتربح الآن لعبة هندسة الكائنات الحية ، لعبة الجينات لتتصدر قائمة التكنولوجيا الحديثة. وبعد هندسة الجراثيم أشكالاً وألوانا لتتنج لنا جراثيما جديدة،تصبح اللقاحات والمضادات عديمة الجدوى تجاهها، بل هى فى حد ذاتها تشكل خطورة على الإنسان. فيفقد مناعته تجاه أبسط الفيروسات والميكروبات علاوة على أنه سيصبح مرتعا خصبا للكثير منها وبالتالى ستظهر لنا أمراض لا عهد لنا بها سابقا. والأخطر من كل ذلك أن هناك من الكائنات الدقيقة ما يطول استمرارها إلى أمد غير محدود، فقد بقيت جزيرة كرينارد على شواطئ "اسكتلندا" مصابة بأنواع من الجمرة الخبيثة لنحو أربعين عامًا بعد إجراء تجارب الحرب البيولوجية. من اجل كل ذلك عقدت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 ومنع تطوير وتملك أسلحة بيولوجية  ذلك لصعوبة وسائل الكشف عن العوامل البيولوجية بشكل خاص وكان اقتراح اتحاد العلميين الأمريكيين الذى يضم 3000 عضو بتتبع إمكانية انتشار أى وباء او جائحة من صنع الإنسان.
ويتضمن نظام المراقبة المعتمدة فى هذا البرنامج تطوير قاعدة بيانات عن الأمراض المستوطنة فى العالم والإعلام السريع عن أى انتشار غير طبيعى او غير مألوف.. غير أن سهولة إنتاج السلاح البيولوجى ستتيح لمن يرغب مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية.والحرب العالمية الأولى التى استخدمت فيها الغـازات وكانت تجربة مرعبة، لدرجة قادت معها إلى وضع برتوكول جنيف لعام 1925 الذى حظر استخدام العوامل الكيميائية والبيولوجية فى الحرب. وبالفعل لم تستخدم الحرب الكيماوية حتى جاء الهجوم العراقى الكيميائى الواسع النطاق خلال الحرب العراقية الإيرانية 1983 ـ 1988.

مصير الميكروبات المهندسة وراثيـًا
  ومصير الميكروبات المهندسة وراثيًا فى الطبيعة أمرا يصعب تحديده ، حيث  تتكاثر تلك الكائنات بشكل غير طبيعى وبصورة غير متوقعة ولا محدودة ، ولا يمكن السيطرة عليها حيث  يتبادل كثير من الميكروبات المادة الوراثية الـ DNA تلقائياً وبدون أى تدخل خارجى.. وبالتالى تكتسب الميكروبات صفات جديدة. فهل يمكن للخلايا المهندسة وراثياً والتى تُطلق للتخلص من النفايات السامة أو لقتل الآفات أو للقيام بخدمات أخرى أن تنقل جيناتها المحورة إلى كائنات حية أخرى مع ما يتبع ذلك من عواقب غير مرغوب فيها..؟!
يهتم البيولوجيون حاليًا بتقويم وتقليل ومحاولة الحد من هذه الأخطار.. برغم التأكد  من استحالة تجنب هذه الأخطار إلا أنه مازالت للعبة بقية..!
لمصلحة من السعى وراء هذا الفساد شرقا وغربا ..من المسئول عن انتشار الأوبئة التالية: الإيدز، الملاريا، الكوليرا، فيروسات الكبد الوبائية، سارس، جنون البقر، لحمى القلاعية، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير (إنفلونزا المكسيك المستحدثة H1N1)..؟! قطعا كلنا يعرف من المسئول عن هذه الأمراض وتلك الأوبئة كما قال الله تعالى :
"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".[المائدة ـ 64].
***