رؤية
د. اميمة خفاجى
5) عقـــدة الخـــــــواجة أم عقدتنا نحن ..؟!
5) عقـــدة الخـــــــواجة أم عقدتنا نحن ..؟!

لقد تعلم وأجاد عميد الأدب العربى د/ طه حسين الفرنسية . ولم يتقنها وحسب بل مارسها وعاشها أيضاً ، لكنه ظل محتفظا بلغته ، بأصوله وجذوره ، ولم تتخلل أحاديثه أية كلمة فرنسية لأنه متحررا من عبودية الخواجة فلم يستطع التأثير عليه فظل مصريا عربيا. وإذا كنا نتعلم وندرس ونقرأ ونكتب بالإنجليزية فكيف سنفكر بالعربية ؟ يجب أن نعلم أن الشرق شرق والغرب غرب ولا يمكن أن يلتقيان أبداً . وكما قال عميد الأدب العربى : إن الذين يتخرجون فى المعاهد الأجنبية يفكرون على نحو يخالف ما يفكر عليه الذين يتخرجون فى المعاهد المصرية . ويقول هيدجر : لغتى هى مسكنى ، هى موطنى . لم ينجح الخواجة إلا مع العرب والدول النامية لأن الخواجة ليس لديه أية عقد وإنما العقدة عقدتنا نحن ولذلك نجح الخواجة فى غزونا .
وتغير كل شئ ، الموسيقى لم تعد شرقية .الأغانى ليست مصري ة .لم تجد هنديا يغنى بالعربية ضمن أغانيه المميزة أما نحن فنغنى بالهندى والفرنسى والانجليزى والتركى أيضا طبعأ شطارة ، فهلوة ، يا للخذل ! وعندما تدخل الوساطة الفن وتصبح الكتابة شطارة والأدب بحاجة إلى أدب ، لابد وأن تندثر الفنون ويختنق الإبداع فى جو ملبد بالتلوث والسموم.
لقد نجح الخواجة فى غزونا فصرنا نلهث وراء كل ما هو مستورد وغريب حتى المسبحة والجلابية والفانوس، نستورده! من الفول المدمس وحتى الدواجن المذبوحة على الشريعة الإسلامية ، طبعا على الشريعة الإسلامية! وما العجب فى ذلك ؟ ناهيك عن البذور المهندسة وراثيا وما فعلته بنا غير السماد والمبيدات التى خربت أراضينا ثم العطور والأدوية ، نجح الخواجة فى غزونا بشبكته العنكبوتية حتى العاب وافلام الأطفال لم تسلم منه ليتبدل كل شئ ، حتى الطبيعة تغيرت وبدت الشمس قاسية محرقة ، ليست هادئة دافئة وتقلب الجو احتجاجا على ما يحدث فصرت تعيش فصول السنة الأربع كلها فى يوم واحد . وفقدنا ثقتنا بأنفسنا ، وعندما يهتز الإنسان ويفقد ثقته بنفسه يصبح غزوه أيسر وأسهل ، فتمكن الخواجة من التغلغل فيه فاقتلعه من جذوره .!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق