القائمة الرئيسية

الاثنين، 4 يوليو 2016

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى الحلقة الخامسة والعشرون سبحان الله إعادة بناء الأسنان المستديمة ممكن ..؟!

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى
الحلقة الخامسة والعشرون

سبحان الله
أسنان جديدة من القديمة



إعادة بناء الأسنان المستديمة ممكن ..؟!
 وتجسدت كل المحاولات وتكثفت  الجهود فى بناء أسنان حية طبيعية من خلاياها الأساسية المكونة لها .. وكان الهدف الرئيسى لتحقيق هذا الحلم الكبير إنماء سن حية طبيعية اجتياز مراحل ثلاثة رئيسية وهى :
ـ  تحديد مصدر الخلايا القادرة على تشكيل السن من المريض نفسه.
ـ قدرة الخلايا المنتجة من هذه الخلايا على النمو فى بيئة الفك البالغ وتشكيل جذور حقيقية ترتبط بالعظم.
ـ  المقدرة على التحكم فى شكل وحجم الأسنان الناتجة والمزروعة من أصل حى طبيعى .
 وللتأكد من جدوى هذه التقنية ولأول مرة نجحت التجربة على الخنازير حيث تنتج الخنازير مجموعتين من الأسنان خلال حياتها اللبنية والدائمة .. وعند زراعة مزيج عشوائى غير متجانس من السن المختلفة وتكسير أضراس الخنزير وذوبانها وتغطيتها باللدائن علاوة على إضافة غشاء شحمى غنى بالأوعية الدموية لأن نسج السن النامية بحاجة إلى تغذية دموية وفيرة لتمدها بالعناصر الغذائية والأكسجين اللازمين لنموها وتم بذر هذا الخليط كله فى سقالة صناعية .  وزرع هذه البنى جراحياً وكانت المفاجأة عندما ثبت وجود الملامح الأولية لجذور سنية فى طور النمو والتى احتوت أيضا على معظم النسج التى تكون السن الطبيعية مما يؤكد أن الميناء والعاج واللب السنى قابلة للتصنيع
الخلاصة هى أن الخلايا الأصلية للأسنان القديمة تستطيع إعادة تنظيم نفسها فى تشكيلات رائعة تؤدى إلى تكوين أسنان جديدة .. وبالتالى  يمكن إنماء أسنان تعويضية بشرية بصفة مستمرة ودائمة . ولكى يتحقق ذلك يضطر مهندسو النسج أخذ وعزل عينات صغيرة من خلايا المريض نفسه .. وإذا كانت التجربة نجحت فى الفئران والخنازير فمما لاشك فيه أن نجاحها أكيد فى الإنسان .وكان اكتشاف أن الخلايا التى بذرت على السقالة (منصة صناعية حيوية يتم وضع خلايا من عضو أو نسيج عليها بغرض إعادة إنماء وتشكيل عضو معين ويتم  ذوبانها وتحللها بعد ذلك ليحل محلها فى حالتنا تلك لب سنى وعاج وميناء جدد  قد احتوت على خلايا جذعية مخفية وهى التى كانت مسئولة عن تشكيل النسيج الجديد
وبدأ البحث عن خلايا جذعية سنية جديدة داخل الأسنان نفسها وقادرة على إنتاج معظم أنواع النسج السنية اللازمة للتصنيع الحيوى للإنسان .. والمتوقع أو المرجح فى هذه الحالة أن تلك الخلايا موجودة على الأقل حتى سن البلوغ المبكر عندما تظهر أو تبزغ أضراس العقل . إن امتلاك الإنسان البالغ لمثل هذه الخلايا السحرية السنية الجذعية ذات الاستخدامات المتعددة سوف يؤدى بالتأكيد إلى تسريع الجهود المبذولة لتكوين الأسنان على السقالات ، مما يسهل أيضاً طريقة تصنيع للأسنان بصفة عامة فى انابيب اختبار وفى المعامل العلاجية .
كان من المهم جداً فهم الأسرار الدقيقة لفهم المبادئ الأساسية التى تتحكم فى المراحل المبكرة جداً لتشكل السن وتتطلب أيضا تأمين مصدر للخلايا لتقوم بدور الخلايا الجنينية الأساسية لتكوين السن .
وبدأ الاختبار باستخدام كل من الخلايا الجذعية والخلايا العادية من مصادر جنينية لاختبار قدرة مختلف أنواع الخلايا على تكوين الأسنان البديلة .وأثبتت الأبحاث إمكانية الخلايا الجذعية وقدرتها على تكوين أسنان جديدة .
والأدهش من ذلك كله انه عند عزل براعم سنية من فئران جنينية ثم زرعها فى أفواه فئران بالغة وفى منطقة لا تنمو بها أسنان عادة .. بعد مضى ثلاثة أسابيع فقط أمكن تمييز أسنان بوضوح .. وقد تكونت بالاتجاه الصحيح وكانت بالحجم المناسب بالنسبة لأسنان الفئران .. مما يؤكد أن فم البالغ يستطيع توفير بيئة طبيعية مناسبة لتشكل السن .
البحث عن المجهول مازال مستمرا
إن مسألة تطور جذور السنى والمنبهات والإشارات التى تؤدى إلى بزوغ السن هما عمليتان معقدتان ولا يزال البحث مستمراًً لفهم الكيفية أو الآلية المعقدة التى يعملان بهما .كما أن مسألة البحث فى الظروف والعوامل التى تساعد على تشكلها فى الأسنان التعويضية .. مازال مجهولاً .. كما أن الوقت الذى تحتاجه زراعة الأسنان حتى يكتمل تشكلها فى فم البالغ .. مازال مجهولاً .. وبحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث ..
إن الأسنان الدائمة عند الإنسان البالغ تبدأ أيضاً فى التشكل عند الجنين .. ومع ذلك تحتاج إلى ست أو سبع أسابيع حتى تظهر وتبزغ ، أو 20 سنة فى حالة أضراس العقل .
ومما لاشك فيه أن نجاح إعادة إنماء الأسنان الحيوية الطبيعية فى الحيوانات  كما يقول العلماء تؤكد أن المسألة ستنجح وبشكل أسرع فى الإنسان ، لكن مازال الوقت الذى تحتاجه حتى يكتمل نضجها ويتقسى ميناؤها بشكل كامل مجهولاًً ولذلك فمازالت الأبحاث مستمرة لتحديد ومعالجة وفهم تلك المشاكل وهى :
ـ الإشارات اللازمة لتكوين السن والتى  تختفى من فم الجنين بعد ولادته ..
ـ كيفية عمل الإشارات  الأولية فى مراحل التشكل الجنينى البدائية التى تتحكم فى الشكل من أجل تحريضها عند النمو الحيوى للأسنان البشرية ..
ـ  كيف يتم تمييز النشاط الجينى بين القواطع والضواحك والأنياب حيث تخضع كلها للنشاط الجينى المتخصص بكل دقة وبمنتهى العناية .
ـ مسار تطور جذور السن .. خاصة أضراس العقل بعد البلوغ.
والتجربة باختصار أن العلماء يحاولون  تكوين أسنان تعويضية حية مهتدين بخلق الله الفطرى وتتبع مسار الخلايا الناشئة .. وكانت أكثر الطرق المتبعة بناء أسنان من خلايا سنية موجودة أو استنباتها من نسج أو أنسجة سليقة قديمة ونجحت تلك الطريقتين فى إنتاج آسنان سليمة البنية .. لكن مازالت التحديات قائمة والمتمثلة فى تنمية الجذور  وتحديد المواد الخام المثالية للأسنان البشرية المخلقة . وبدأت بالفعل تقنية أسنان أنابيب الاختبار المخلقة .
وعندما أخذت خلايا سنية من خنازير يافعة وتم بذرها على سقالة حيوية مصنعة وبعد مضى 25 أسبوعاً من النمو وجدت السقالة وقد تحللت وحل مكانها لب سنى وميناء وعاج جدد .وهذا يعنى ويؤكد أن الخلايا السنية المبعثرة تستطيع أن تعيد تنظيم نفسها لتعطى نسجاً سنية جديدة .
وأمام كل ذلك لا يسعنا إلا ان نردد :
سبحان الله .

اقرأ التفاصيل فى كتاب الجينات والحرب الخفية اصدار دار المعارف



كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى الحلقة الرابعة والعشرون

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى
الحلقة الرابعة والعشرون

سبحان الله
أسنان جديدة من القديمة

والجينات أيضاً تعوض الأسنان المفقودة

بأسنان بديلة
ومازلنا نقف عاجزين أمام معجزات الخالق سبحانه فى أدق خلية من خلايا الجسم و التى لا يتعدى حجمها النقطة (.)  لنعرف أن العلم مازال قاصراً وعاجزاً عن اكتشاف الكثير من معجزات الله فى خلقه فسبحانه عندما قال فى كتابه الكريم :
" وفى أنفسكم افلا تبصرون "
وسنظل  نبحث داخلنا لنبصر أن قدرات الله العظيمة تتجلى فينا فى كل شئ حتى  فى ادق خلايا فى الجسم .. ما هى تلك الخلايا التى تخفى بداخلها المارد الجبار الذى سيحقق لنا الكثير والعديد من الآمال والأحلام لأصحاب العلل المستعصية والأطراف المبتورة والأعضاء المريضة و التى لم تعد صالحة لأداء وظيفتها من قلب وكلية وأعصاب بعد أن أنهكها الزمن ونالت منها الحياة القاسية التى أفسدها الإنسان بيده .. ومازال الإنسان كما قالت الملائكة فى كتاب الله الكريم
"" أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"" يفسد ويضل ويهتك لكن برغم كل ذلك الفساد الذى شمل الجو والبحر والأرض إلا أن رحمة الله واسعة بنا فكما خلق الداء خلق الدواء لكن ..ما هى    تلك الخلايا التى ستحيل عذابنا وأمراضنا المستعصية إلى رضا وعلاج بالعديد من وسائل الشفاء سواء باستعادة ونمو العضو المفقود أو المريض أو بتخليق ومساعدة الأدوية فى علاجه ..قطعاً عرفتها فليس هناك أخطر وأدق وأعجب منها .إنها الخلايا الجذعية التى بمقدورها تشكيل مجموعة رائعة من الخلايا والأعضاء .. ومازالت أسرارها تتكشف كل يوم بالمزيد من العجائب حتى أنه بإمكانها الآن أن تعوض الأسنان المفقودة بأسنان جديدة طبيعية .. دون الحاجة إلى زراعة الأسنان الصناعية وكلنا يعرف كم لتلك الأسنان الصناعية من أضرار لدرجة أنها لا تستطيع القيام بوظائفها الأساسية من مضغ وتقطيع فهى هشة ضعيفة وسبحان الله بل شتان بين صنع الإنسان وصناعة الله جل وعز : "  صنع الله "
ومازلنا نقف بدهشة على قدرة تلك السنة وما تحمله من عجائب السنة التى يتكون معظمها من العظام :
كما قال الله تعالى : " وانظر إلى العظام  "
إعادة نمو الأسنان المفقودة من جديد
لماذا تنمو أسنان أخرى محل الأسنان اللبنية ..؟
وما هى الآلية التى تنمو بها الأسنان البديلة المستديمة ؟
ولماذا لا يستمر نمو أسنان أخرى بدلاً من المستديمة المفقودة مثل : الأظفار، الجلد، الشعر..؟
وهل من الممكن تعويض الأسنان المفقودة بأخرى بديلة حية طبيعية ..؟؟
قد تبدو السن بسيطة من الخارج ، لكنها من الداخل أعجوبة بالغة الدقة فى التصميم والبناء وتستغرق نحو 14 شهراً لتكتمل عند الطفل النامى . وأثناء دراسة العلماء لكيفية الإشارات المتبادلة بين بعض الأنسجة المتخصصة والمراحل المختلفة لتشكلها ليقوموا بصناعة أسنان بديلة  اكتشفوا الأخطر من ذلك كله وهو سر الخلايا الجذعية التى يمكن من خلالها استعادة السن المفقودة وإعادة نموها من جديد بنفس الآلية التى تحركها الجينات المسئولة عن تمايز وتشكل تلك الخلايا الناشئة .
بالطبع البحث عن أسنان طبيعية لزراعتها كان حلم الأطباء أما الآن وبعد اكتشاف الخلايا الجذعية تلك الخلايا السحرية التى مازالت تخفى الكثير من معجزات الله فى خلقه للخلايا .. تعد أملاً فى إعادة إنماء العديد من الأعضاء الطبيعية للإنسان حتى الأسنان  أستطاع العلماء اكتشاف الآلية التى يمكن من خلالها الحصول على أسنان  طبيعية بديلة تماماً مثلما تنمو الأسنان المستديمة .
وبدراسة أسباب توقف الأسنان المستديمة عن القدرة لإعادة نموها مرة أخرى .. أمكن اكتشاف بل وإمكانية نمو الأسنان المفقودة عن طريق إنماء الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ للأسنان ذاتها .
لكن هل تعد الأسنان عضو حى ..؟
تعرف السن الحية على أنها عضو  ذلك لأنها تشتمل على أنواع متعددة من النسج المختلفة . وكل منها له وظيفته الخاصة به ، وظيفة أساسية فالميناء يعتبر أقسى سطح متمعدن فى الجسم حيث يحيط بداخل السن ويحكم إغلاقه ويقوم بحمايته .. أما العاج فهو مادة تشبه العظم ويشكل كتلة السن ويخدم كوسادة    تقاوم قوى المضغ . واللب السنى يوجد فى المركز ويحوى الأوعية الدموية المغذية والأعصاب التى تؤمن الإدراك الحسى . وجزء يسمى الملاط يشكل السطح الخارجى القاسى للسن فى المناطق التى لا يغطيها الميناء . أما الرباط فهو حول السنى وهو عبارة عن نسيج ضام يرتبط بكل من الملاط وعظم الفك مثبتاً السن فى مكانها . ويؤمن فوق ذلك بعضاً من المرونة .
إن تكوين الأسنان ينشأ ثم يتطور منذ بدء وتكوين وتطور الجنين ، ويستمر بعدد الولادة وحتى البلوغ ..  !
نشأة الأسنان منذ تشكل الجنين

وتبدأ الأسنان بالتشكل بعد مضى ستة إلى سبعة أسابيع من نمو الجنين (البشرى). وفى الأسبوع الرابع عشر تبدأ فى تكوين خلايا متمايزة خاصة بالميناء والتى ستكون الميناء  فيما بعد ، وخلايا متمايزة أخرى التى ستشكل العاج . أما الجذور فهى آخر البنى تطوراً. ويكتمل تشكلها مع بزوغ السن بعد ستة إلى اثنى عشر شهراً تقريباً من الولادة .إن هندسة الأسنان  الطبيعية تقع تحت تأثير وسيطرة الجينات سواء فى مرحلة النمو  الجنينى أو مرحلة ما بعد الولادة أى النمو حتى عمر البلوغ . 
أسنان جديدة من القديمة ..
من الطبيعى عند محاولة إعادة بناء أسنان حيوية طبيعية للإنسان البحث عن مصدر فعال من خلايا المريض نفسه لتستخدم كمادة أولية .. ولتجنب الرفض المناعى .. ولأن حجم السن وشكلها ولونها تحدد من قبل الجينات الوراثية فإن الأسنان المصنعة حيوياً ستكون مماثلة أكثر لأسنان المريض الطبيعية .. ولذلك كانت الخلايا الجذعية المشتقة من نقى العظام يمكن أن تحل محل النسيج الجنينى فى عملية تكوين السن . ولأن تجدد بعض الأعضاء كالجلد والشعر والأظفار المستمر يعد أساساً فى توقعات وجود الخلايا الجذعية ذات المنشأ الظهارى كالجلد والشعر .. حيث يمكن عن طريقها تحريض الإشارات المناسبة البادئة لتكون السن .
والأبحاث التى بين يدينا الآن تشير إلى إمكانية أن تكون الأسنان القديمة نفسها هى الأكثر ملائمة كمصدر أساسى  لإنشاء نسج سنية جديدة .. لأنه يمكن أن يوجد داخل السن خلايا جذعية قادرة على تشكيل نسج سنية بما فيها الميناء .

كل ذلك يؤكد إمكانية تكوين أو إنماء أسنان جديدة من الأسنان القديمة ...!


اقرأ التفاصيل فى كتاب الجينات والحرب الخفية اصدار دار المعارف



***

الأحد، 3 يوليو 2016

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى الحلقة الثالثة والعشرون الجــــــــــــينات علاج لكل القلوب المجروحة

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى
الحلقة الثالثة والعشرون
الجــــــــــــينات
علاج لكل القلوب المجروحة


كلنا يعرف تلك العضلة الهائلة الصنع التى كتب عليها العمل ليلاً نهاراً .. فتظل تضخ الدماء منذ بدء تكويننا وحتى نهاية وجودنا . قلب يدق .. ينبض بانتظام .. بدقة .. كالساعة فلا يؤخر أو يقدم .. و إلا أختل معه كل شئ باختلاله .. فإذا توقف توقفت معه الحياة ..
لكن ..! هل هناك فعلاً قلب أبيض وآخر أسود .. أم أنه مجرد عضلة لضخ الدماء .. كيف يكون ذلك .. وهو يستجيب لكل انفعالاتنا فتتلاحق نبضاته عند الفرح والبهجة .. ويضطرب ويرتجف عند الحزن والخوف والفزع .ليس ذلك وحسب .. بل هناك قلوب هادئة .. مطمئنة .. سليمة .. وقلوب متقلبة متحولة متغيرة .. قاسية لا تعرف الرحمة ..وغيرها .. غافلة .. مريضة .. آثمة .. وأهم من كل هؤلاء تلك القلوب المتحابة الوجلة .. المتآلفة . هكذا وصفها الله جل شأنه فى كتابه الكريم فقال عز من قائل فى القلوب المتآلفة :
" وألف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم " [الأنفال : 63] .
وعن القلوب المريضة " فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " .                     [ البقرة : 10] .
وعن القلب السليم : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
                       [الشعراء : 89] .
وعن القوب المطمئنة : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .                 [ الرعد : 27 ـ 28] .
وعن القلوب الوجلة : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " .
                            [ الأنفال : 2] .
وعن القلوب المتقلبة : " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم " . [ الأنعام : 1] .
وعن القلوب غير الواعية : " لهم قلوب لا يفقهون بها " . [ الأعراف : 179].
القلب فى العقيدة المصرية القديمة
وإذا رجعنا للوراء .. وتصفحنا كتاب الموت نجد أن نصوص قدماء المصريين تؤكد الاعتقاد الراسخ فى البعث والآخرة لدرجة أن العالم القديم تصور العديد من ألوان العذاب والعقاب فى الجحيم .. بل و الأدهش من ذلك أنهم قاموا بوصف تفصيلى لكل أنواع العذاب .
وفى بردية جنائزية عثر عليها فى أحد المقابر تنصب المحاكمة .. ومحاكمة الموتى لا استئناف فيها .. فهى تهدد بالعقاب الصارم النهائى .. كما أن هناك عقاباً للكافرين حيث يقال لهم سوف لا ترون الإله بأعينكم .
ومن رحمة وحب الله لعباده الصالحين أنه جل شأنه سيكشف الحجاب عن المصطفين فيتمتعون برؤيته عز وجل كما ذكر فى القرآن الكريم بقوله تعالى :
"     وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة  "[    القيامة 22-23    ].
والمثير فى البردية الجنائزية كما فى كتاب الموتى يحاسب الأموات بوزن قلوبهم فيوضع قلب الميت فى إحدى كفتى الميزان مقابل ريشة ( ترمز إلى العدالة ) فى الكفة الأخرى.
وأحياناً يوضع قلب الميت فى كفة مقابل تمثاله فى الكفة الأخرى .. وتأصلت فكرة المحاكمة وتحقيق العدالة فى العالم الآخر فى العقائد المصرية القديمة بوزن القلوب .
وإذا كان للنفوس والقلوب المريضة شفاء .. فما الذى يجعل القلب يضطرب للانفعال ؟
 قد ينفعل الإنسان لموقف أو حدث ما .. وتزداد انفعالاته بنوائب الأيام .. وعندما يكون الحدث فوق طاقة الإنسان .. فلا يتحمل قلبه المثقل بالهموم والآلام .. وبالقطع هناك قلوب صامدة .. لكن إلى أى حد من الممكن الصمود والتحمل ..؟
وعندما يضطرب القلب يصاب بنوبة قلبية إذا أصيب القلب بنوبة قلبية فلابد وحتماً ستتكرر تلك النوبة .. وتتزايد بتعاقب الأحداث والنوائب . وكل نوبة قلبية تترك آثاراً ميتة فى عضلة القلب لتصبح غير قادرة على التقلص .
عندما يفقد القلب انفعالاته
وقد يموت القلب من كثرة الجراح والآلام التى تخلفها الأيام ، فلم يعد متأثراً لأى نائبة من نوائب الحياة .. فيتحول لعضلة .. مضخة .. كل مهمتها توزيع الدماء بلا انفعال عندما يتطلب الأمر انفعالاً .. بلا انقباض عندما يصاب الإنسان بالفزع .. وهنا يطلق البعض على هذا الإنسان بأن قلبه ميت لعدم استجابته وانفعالاته للمواقف التى تستدعى الانفعال سواء بالبهجة أو الحزن .. لكن ..!! 
هل يعد موت القلب إنسانياً أرحم من إصابته كعضلة ؟
قد يموت القلب إنسانياً ويصبح غير قادر على الاستجابة لأي انفعال ، ويظل نابضاً فى صاحبه .. لكن عندما يفقد الإنسان مشاعره ويموت قلبه فلا يجزع لما تجزع منه النفوس الطيبة ولا يحزن ويضطرب لأى مكروه ..  فقلبه لا يتأثر .. ويعمل كمضخة فقط .. يدق بانتظام لأنه تأقلم .. فلا يجزع ولا يحزن ولا يبتهج ولا يسعد فهو مجرد آلة وحسب. ورغم أن هذا الإنسان الذى يخلو من عوامل الإنسانية مثل الشعور والإحساس لا يمكنه حماية قلبه القاسى من مسببات النوبات القلبية التى تسببها سوء التغذية وأحيانا سوء الأخلاق من حقد وضغينة وغدر بالآخرين فكلها مؤثرات قوية ، تهدد أيضاً القلب وسلامته.
  أما الإنسان الذى لم يعبث بإنسانيته غدر الزمن أو بلاء وشدة المحن .. ولم تغيره قسوة الحياة ،  فهو ينفعل .. وينفعل . وكلما زادت انفعالاته وتأثره وحزنه تعرض قلبه للإصابة بنوبة ما ، وكلما زادت نوبات القلب .. زاد معه موت الخلايا التى تزيد من تشويه جدرانه ، ويزداد الإجهاد الواقع على الأجزاء السليمة من العضلة السليمة ، مسببة المزيد من موت الخلايا .
وقد تتضاعف هذه الدورة لتزيد من موت الخلايا فى مدة وجيزة أو قصيرة حتى يصاب القلب بالفشل .. ويصبح عاجزاً ، ليعانى الإنسان بضعف ثابت فى قلبه ، وهذا الضعف لا حل له ولا علاج سوى زراعة قلب آخر .. قلب جديد .
 ترميم القلوب المصابة
فكر علماء الوراثة فى البحث عن علاج لهؤلاء الذين يعانون من القلوب الفاشلة أو المصابة .. فماذا كانت نتيجة أبحاثهم العلمية ؟
إن النوبة القلبية تحدث بسبب انسداد مفاجئ فى أحد الأوعية الدموية الرئيسية (التى تغذى البطين الأيسر) مسببة جلطة دموية .. أى حرمان جزء من العضلة القلبية من الدم .. وبالتالى حرمانها من الأكسجين مما يقتل خلايا العضلة القلبية ويصيبها بالتلف والموت .. وهذه الخلايا هى القادرة على التقلص ، وتتسبب الجلطة الدموية فى ترك بقعة من النسيج الميت تتجدد مساحتها على المنطقة التى كانت تتغذى بهذا الوعاء الذى تم انسداده. .
وعلى عكس الكبد والجلد .. فالمعروف إن خلايا هما تتجددان .. أما القلب وأنسجته فلا تتجدد .. كما أن الخلايا السليمة التى فلتت ونجت من الجلطة الدموية لا تستطيع أن تتكاثر أو تتجدد وبالتالى فلا يمكنها تعويض أو احتلال المنطقة المصابة التالفة الميتة .
وتوقع البعض أن الخلايا الجذعية(  Stem cell ) التى تعمل كبداية لنشأة الخلايا الجديدة فى أنسجة المجروح أو المصاب أو الميت إنها ذات مقدرة لعلاج الخلايا التالفة من القلب..فحاول العلماء نقل الخلايا الجذعية (خلايا المنشأ ـ الأم) من أنسجة أخرى مثل : نقى العظام وكان المتوقع أن تتكيف هذه الخلايا مع المحيط الجديد وتنتج خلايا عضلية قلبية جديدة ناضجة أو أن تعمل على الأقل كمحرض على إنتاج وإنماء خلايا عضلية قلبية جديدة ، أى تمنحها القدرة الطبيعية على التجديد .
وكانت المفاجأة ..!!! عندما فشلت الخلايا المزروعة ، فى نقل الإشارات الكهربية التى تسمح للخلايا القلبية بأن تزامن تقلصاتها . فهناك مواد كيماوية تعمل كمحرض لنمو الخلايا .. مما واجهوا مشكلة ارتحال الخلايا المزروعة بعيداً عن المنطقة . وكان لابد من تضافر علماء الكيمياء والفيزياء والجينات والقلب لعلاج القلوب المصابة وترميمها .
وبحث الجميع عن قاعدة تعمل كأرضية لتنمية الأنسجة الحية .. أو عمل سقالة لدى الخلايا حتى تسمح لها بالنمو والانقسام .. وفائدة هذه السقالة هى تنشيط نمو الأوعية داخل النسيج الجديد _ الأوعية الدموية _ التى تنقل الأكسجين لكل خلية ، وهى ضرورية لبقاء الخلايا المزروعة بعد نقلها إلى الإنسان ، على أن تتلاشى السقالة ولا تخلف الأثر وراءها إلا نسيجاً سليماً .
عندما يصبح الواقع أغرب من الخيال
عندما يتحقق الخيال وتصبح الحقيقة أغرب من الخيال .. فقد كان فكرة بناء نسيج حى ضرباً من الخيال ، وبعيدة تماماً عن الفكر .. خاصة عندما كان علم الخلية حكراً على علماء الخلية  .. لكن عندما تداخلت كل العلوم .. لأن الكل لاشك يخدم بعضه البعض ولا يمكن فصل الكيمياء عن الأحياء أو عن الفيزياء، كذلك لا يمكن فصلهاعن الطب خاصة بعد كشف أسرار الخلية على أيدي علماء الوراثة أو الجينات .. مما أدى إلى تحقيق أحلام العلماء ، وبناء نسيج حى ، الذى جمع بين معارف علماء الأحياء حول سلوك الخلية وبين البراعة الهندسية لكيميائى المادة.. حيث اكتسب علماء الخلية تبصرات جديدة ، حول التآثر بين الخلايا والمادة ، كما توصل المهندسون إلى القدرة على تخليق أنواع جديدة من البوليمرات .. وتمكنوا أخيراً من تكوين تشكيلة رائعة من المواد التخليقية(Synthetic )  والطبيعية مثل البوليستر Pollster) ) والتأكد من سلامتها داخل الجسم البشرى .
  فقد لعب دور تخليق المواد الطبيعية وقدرتها على بناء وتكوين نسج وثبوت صحة وسلامة ضبط هذه المواد داخل الجسم البشرى  دوراً هاما فى عمل سقالة للقلب .. إلا أنه ما زالت هناك بعض المشاكل التى تحول دون نجاح هذه التجربة ، مثل الرفض المناعى ومرة أخرى أجريت هذه كالتجربة على الفأر، الذى تقترب جيناته تشابهاَ مع الإنسان بما يقرب من 99% .فعندما تنجح التجربة على الفئران بلا شك ستنجح على الإنسان .. وقام العلماء بزراعة السقالة فى قلوب الفئران المصابة ، التى بها قطعة مصابة وبعد شهرين تم الكشف على قلوب الفئران ..وكان الذهول .. بالفعل .. نمت الأوعية الدموية الجديدة الزاحفة من النسيج القلبى السليم نحو الطعوم الحيوية (السقالة) المصنوعة والمزروعة .
إن السقالة المهندسة ليست فقط وراثياً بل كيماوياً وفزيائياُ ، قد اندمجت بشكل جيد فى النسيج المعطوب .. وبدأت السقالة (المصنوعة من الألجينات ) فى الذوبان والتلاشى .. لقد تطورت الخلايا القلبية الجنينية إلى ألياف عضلية ناضجة ، وظهوت قاعدة ألياف عضلية ناضجة .. وبشكل سليم ، بل ومشابه لألياف النسيج القلبى الطبيعى .. وكانت الإشارات والمشابك الكهربية الضرورية لتقلص الخلايا القلبية ، ونقل التنبيه العصبى موجودة أيضاً بين الألياف .
وقف تدهور وظيفة القلب
وكانت أهم خطوة هى منع تكرار حدوث التجلط ، وبالتالى وقف تدهور وظيفة القلب ، وأهم ما فى الموضوع : هو نجاح تشكيل أوعية دموية جديدة فى منطقة الإصابة .؟
معجزة الخلايا الجذعية
وأمكن من خلال الاستنساخ العلاجى ، استخلاص خلايا جذعية جنينية بالغة من نقى العظام أو دم الحبل السرى للمريض نفسه ، وعمل سقالة أليجينية مشتقة من الطحال كمادة للسقالة .. ثم أجريت التجربة على الخنازير ، وتأكد الباحثون من أن السقالة تستطيع بشكل فعال الوقاية من حدوث فشل قلبى عند المرضى .
إن مسألة ترقيع القلب .. واستبدال قطعة متكاملة من القلب فى حالة تمزق .... لبناء قطعة حية لقلب بشرى .. تعد هندسة نسيج قلبى ؟ !!!
 قد يكون خيالاً .. لكنه سيتحقق يوماً ما .. ويتعاون العلماء منذ سنوات وسنوات بهدف تخليق رقعة عضلية للقلب .. وكيف تتأثر الخلايا المزروعة بالمنبهات الخارجية .. وتصميم  بوليمرات من مواد حيوية ، تستخدم فى هندسة النسج ، وفى إيصال الأدوية على نحو يمكن التحكم فيه .أى أن هناك ثلاث خطوات :
 ـ زراعة وإنماء الخلايا الجديدة .
ـ هندسة الأنسجة .
ـ المعالجة الجينية .
ويعد أهم ما فى الموضوع حتى الآن هو تحقيق الهدف الرئيسي ، وهو حماية القلب من المزيد من التدهور، ووقف حدوث النوبات القلبية التى يؤدى تكرارها إلى فشل القلب نفسه فى أداء وظيفته .

اقرأ التفاصيل فى كتاب الجينات والحرب الخفية اصدار دار المعارف

فى الحلقة القادمة
هل القلب هو الذى يبصر ويفكر ..؟   يؤمن ويكفر ..؟ ويحب ويكره ..؟
ومن الناحية العلمية هل الموت هو موت المخ أم القلب ؟ 
***











هذا مغتسل بارد وشراب

كل يوم آية .. من الاعجاز العلمى فى آيات الله .. بقلم د. أميمة خفاجى

هذا مغتسل بارد وشراب
لقد وهبنا الله من الماء أشكالا وأنواعا مختلفة فمن الماء ، الزلال ، والعذب ، المبارك وغيره . ولقد أمر الله عز وجل سيدنا أيوب بركض رجليه عندما فجر له الأرض من تحت رجليه "هذا مغتسل بارد وشراب ". وحكمة الخالق عندما نصح وأمر سيدنا أيوب بالاغتسال والشراب : "واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب ، أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب " .[ الأنبياء : 30 ].
 لأنه لابد من علاج جذور وأصل المرض الجلدى من الداخل ومن الخارج . فالماء القلوى القاعدى يعالج الجسد من الداخل ، والماء الحمضى يعالج الأمراض الجلدية الخارجية ولذلك كانت دقة القرآن الكريم  " هذا مغتسل بارد وشراب "اى هناك نوعين ماء قلوى بارد خير شراب وماء حمضى خير مغتسل وشفاء.
مغتسل ..العيون الباردة والساخنة
وكذلك الماء الطبيعى المفجر من الأرض مثل : العيون المائية المليئة بالمعادن المكملة لاحتياج الإنسان التى تقوى جهاز المناعة وتساعد على مقاومة الأمراض. ومنها العيون الباردة والساخنة وفيها عيون محملة بمعادن ذائبة فى مياه حمضية لعلاج الأمراض الجلدية كما فى ينابيع العين الساخنة والواحات والماء النازل من الجبال فى الأردن.
شراب .. الماء القلوى
وللماء القلوى أهمية فهو الماء القاعدى المؤين المختزل الذى يعد أفضل أنواع مياه الشرب المتاحة على الإطلاق ، ويحتوى على كمية وفيرة من الأكسجين ، وله معامل أكسدة واختزال سالب، وحجمه الجزئى أصغر حجما ، وله مذاق حلو لما يحتويه من تركيز عاليا للإيونات السالبة ، التى تتميز بها ينابيع الجبال النقية ، ومنعش وفوائده الصحية لا تعد ولا تحصى.
وعندما يتناوله الإنسان يساعده على إزالة السموم ، ويقيه من أمراض نقص المناعة ، ويحسن من قوة الإبصار ، ذلك لإحتوائه على كميات وفيرة الأكسجين ، مما يؤدى إلى تقليل لزوجة الدم تدريجيا ، ومنع ترسبات الكوليسترول ، مما يقلل من ضغط الدم حيث يعود ضغط الدم تدريجيا إلى معدله الطبيعى. 
والماء القلوى نظرا لإحتوائه على من العناصر القلوية فى صورة متأينة يمتصها الجسم بسهولة فيستطيع الجسم بسهولة القضاء على الترسبات الحمضية المسببة لمعظم الأمراض التى نعانى منها بما فيها الأمراض المزمنة. ويعمل الماء القلوى على إعادة حيوية الخلية ومن ثم فهو يعالج الشيخوخة المبكرة ، وكذلك أمراض القلب والربو والحساسية وهشاشة العظام ، حتى أمراض النقرس. ويعادل الماء القلوى المختزل حموضة الدم المتزايدة عند مرضى السكرى مما يساعد فى إفراز هرمون الإنسولين ، حتى يعود  مستوى السكر فى الدم إلى معدلاته الطبيعية .
مغتسل من الماء الحمضى
أما الماء الحمضى فهو لا يستخدم للشرب إطلاقا ، فهو معقم ويعد مقاوما حيويا أى طبيعىا ضد الميكروبات الدقيقة مثل : السالمونيلا وبكتريا الإيكولاى. 
وتكمن فاعلية الماء الحمضى المتأين فى غناه بالمعادن الحمضية المتأينة وذرات الهيدروجين النشط الذى يجعله قاتلا لجميع أنواع البكتريا والفطريات الجلدية. ولذلك يعالج القدم السكرى ، والجلد ، والفم والأسنان (دون البلع)، والتقرحات والبثور الجلدية ، وقرحة الفراش ، وحكة الجلد ، والإكزيما . 


***

اقرأ التفاصيل فى مجلة النفس المطمئنة 2016

كل يوم آية ..من الإعجاز العلمى فى آيات الله.. بقلم د/ أميمة خفاجى الحلقة العشرون مصيبة الموت

كل يوم آية ..من الإعجاز العلمى فى آيات الله.. بقلم د/ أميمة خفاجى

الحلقة العشرون 
مصيبة الموت



مصيبة أخرى وحلت علينا .. حتى الموت أصبح من الأمور المشكوك فيها . .!!!
قطعاً مصيبة أخرى .. عندما يصبح من  الموت ما هو شرعى وغير شرعى  ..  و مما لاشك فيه أن الموت فى حد ذاته مصيبة .. كما ذكرالله تعالى فى كتابه الكريم  :
" فأصابتكم مصيبة الموت "    [المائدة : 106 ].
 لكن الأدهى من ذلك كله ،أن يكون هناك اختلافاً فى الآراء حول حقيقة الموت والوفاة
رغم وجود العديد من الحقائق التى لا يمكن الشك فيها مثل :  موت المخ الذى  يعتبر إصابة .. مجرد إصابة وحسب .. وقد يموت المخ ويظل القلب حياً .. لكن لا يحيا أى عضو فى الجسم بما فيه المخ بعد موت وتوقف القلب .. حقيقة .. لا مراء فيها  .. إذن الموت هو موت القلب وليس المخ ..! لكن لماذا يصر علماء الطب على أن الموت هو الموت الاكلينيكى أى الدماغى ؟
ويرى بعض الأطباء أن مسألة موت خلايا المخ ، الذى يؤدى إلى توقف عمل المراكز العصبية العليا التى تتحكم فى وظائف الجسم ، هى الحد الفاصل بين الحياة والموت .. حيث يدخل الشخص الذى ماتت خلايا مخه فى حالة غيبوبة نهائية بصورة قاطعة ونهائية أبضاً .
    كما أن مسألة تحديد موت الخلايا والأعضاء لا تعد أقل أهمية من مسألة التأكد من أن حالة المخ أصبحت غير قابلة للإصلاح . أى أن موت خلايا المخ تعنى موت الإنسان نفسه. والسؤال المطروح الآن هل الموت هو توقف وموت القلب  .. أم توقف وموت المخ ..؟
إباحة النيل من أعضاء الأحياء ونقلها
والهدف واضحاً جلياً من اعتبار البعض ، هؤلاء المصابين بغيبوبة عميقة أمواتاً ، بحجة اليأس من شفائهم .. وبالتالى سيباح النيل من أعضائهم الحية لزراعتها فى آخرين مرضى .
كيف يمكن الحكم على إنسان بالموت رغم حياة بدنه ؟
    قد يحدث إنقاذ مريض  توقف قلبه عن النبض بزراعة قلب آخر .. لكن لم يحدث على الإطلاق استعادة مصاب تلف مخه للحياة مرة أخرى ، أى استعادة مخه أو مخ غيره .. ومن هنا يستند بعض العلماء على أن الموت هو موت المخ وليس القلب .
الوفاة فى القانون المصرى
    ورغم أن تعريف الوفاة فى القانون المصرى هو توقف القلب عن النبض مما لا يعطى الجراحين فرصة انتزاع أى عضو من الجسم .. لأن الجسم بما فيه من أعضاء ومخ سيتوقف ويموت خلال وقت قصير ومحدد من موت القلب.أما تعريف الوفاة بتوقف المخ أو تلفه تماماً يساعد على النيل من المصاب الذى يعتبرونه ميت لنقل الأعضاء منه مثل الكبد والكلى والقلب إلى آخرين فى أشد الحاجة إلى تلك الأعضاء .. فهو يمنحهم فرصة نقل الأعضاء قبل توقف القلب عن عمله أى قبل موت الأعضاء .    ونهى رسول الله عن التعجل بالسلخ أو قطع أجزاء الذبيحة قبل أن تهمد وتبرد .. فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تتعجلوا النفوس قبل أن تزهق". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولمفارقة الروح الجسد علامات محددة استشهد وأستدل بها علماء المسلمين ومنها :
-         توقف القلب عن العمل.
-         انقطاع التنفس .
-         شخوص البصر . وثبات حدقة العين
-         عدم استجابة الجسم لأي تنبيه حسى .
-         توقف  جميع الأفعال المنعكسة
-         برودة الجسم حتى يصير فى درجة حرارة الجو المحيط به.
كما أيد بعض علماء الطب علماء الفقه الرأى بأن موت المخ لا يعد وفاة استناداً على الآتي :
-         عدم توقف الأجهزة عن العمل .
-         استمرار جميع غدد الجسم بإفراز عصارتها بما فى ذلك الغدة النخامية .
-    استمرار إفراز هرمون النمو فى أجسام المرضى.وبالتالى فخلايا أجسام هؤلاء المرضى متجددة نامية .
والأدهش من ذلك كله أن :
-    الجنين المستكن فى رحم أمه المريضة بالغيبوبة الدماغية العميقة ، ينمو نمواً طبيعياً فى رحمها حتى تتم ولادته.
-         احتفاظ هؤلاء المرضى بالمخ بدرجة حرارة أجسامهم بصورة طبيعية .
والأهم من ذلك كله .. بل ما يروق للأطباء الذين يعدون الوفاة هى موت المخ  أنه :
-    يمكن نقل بعض الأعضاء مثل : الكبد ، القلب ، الرئة ، الكلية ، البنكرياس ، وغيرها بنجاح .. وهذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تم ونُقل من جسد حى .

الموت الأكلينكى صناعة غربية
الموت موت وتوقف للقلب ..والموت الأكلينكى هو فى الحقيقة غيبوبة عميقة

بطلان مفهوم موت المخ
 لأن الحياة عادت لنسبة ضئيلة من المرضى فى الخارج وبالتالى لا يجوز :
-         تصنيف مرضى المخ سواء بالغيبوبة المستديمة أو العميقة ضمن الموتى.
-     تطبيق هذا المفهوم وفاة المخ على الأطفال ، ذلك لقدرة أبدانهم على استعادة وظائف المخ أحياناً.
-         تطبيق هذا المفهوم وفاة المخ على المعوقين ذهنياً أو مخياً من مرضى التخلف العقلى.
هل يجوز رفع الأجهزة الطبية
لكن ..! هل يعتبر انتفاء الحياة الادراكية بالغيبوبة موت صاحبها، لما رفع عنه من تكاليف شرعية ، حيث إن الإدراك هو مناط التكاليف الشرعية .. ؟! وهل يجوز رفع الأجهزة الطبية عنهم ؟  لا يمكن اعتبار مرضى الغيبوبة المخية أو الدماغية موتى .. لأنهم أحياء ولا شك فى حياتهم ..ومسألة نزع الأجهزة الطبية عنهم فى هذه الحالة ، يعد قتلاً عمداً عند جمهور الفقهاء ، حيث تعد  هذه الأجهزة من وسائل العلاج المساعدة .
سوق الأعضاء
تعد مسألة انتزاع أعضاء كل من مصابى الحوادث أو مصابى الغيبوبة جريمة متكاملة الأركان من الناحية الشرعية والقانونية كما أفتى بذلك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بتاريخ 25/6/1992. والغريب أنه يطالب بعض علماء الطب بضرورة إقامة وإنشاء شبكة موحدة للأعضاء فى مصر . وهذا يدل على إباحة البعض لسرقة وانتزاع أعضاء المرضى .
لقد أجاز الشافعية استخدام عظام الموتى ،  فى تجبير عظم الحى المنكسر .. وكانت بعض آراء علماء الأطباء أيضاً بأنه إذا كانت أعضاء الإنسان محرمه لكرامته فلماذا يجوز التداوى بالمحرم فى حالة الضرورة ، إبقاء للحياة وحفظاً للصحة .. ما يجوز التغذى بالمحرمات فى حالات الضرورة والاضطرار .. فالشرع أجاز الواجب وفعل المحرم ، لوجود اضطرار مرضى .. كما أنه رفع الحرج عن المريض ، ايا كان مصدره .. الأمر الذى يسمح بالتداوى بالمحرمات.
وصرح الفقهاء بأنه :
لا يجوز ويحرم شرعاً ويمتنع قانوناً التعرض للمحتضر بقطع أى جزء قاتل من جسده ، قبل انتهاء حياته بظهور علامات الموت سالفة الذكر وإذا وقع من إنسان قبل استظهار وقوع الموت كان قاتلاً ووجبت محاكمته جنائياً.
الوفاة الشرعية
لقد تصدى علماء الدين لهذه القضية فى العديد من المؤتمرات والدراسات الإسلامية والعلمية والفقهية ، وقرروا أن موت المخ أو ما يسمى بالموت الاكلينكى لا يعد وفاة شرعية .
وقد صرح بعض علماء الطب المسلمين: إن المصابين بموت المخ هم فى الحقيقة مرضى أحياء .. مصابون بالغيبوبة العميقة ، والدليل على ذلك استمرار القلب فى عمله وسائر أعضاء الجسم فى أداء وظائفها . وأتفق بعض علماء المسلمين على أن العلامات التى حددها الشرع لا تختلف مع العلامات الطبية فى التعريف الشرعى للوفاة بأنه توقف جميع أجهزة الجسم عن العمل وبرودته لفقدانه حرارة الحياة ، وبدء الفساد والتحلل والتعفن فى الجسم .
وكان الرأى الدينى والتشريعى فى هذا الموضوع إنه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يعجل بموت الإنسان ،  لتبقر بطنه ، وتسلب كليته ، أو كبده ، أو قلبه ، قبل أن يموت تماماً ،وتفارق روحه الجسد .. فلا يجوز قطع أى جزء من جسد إنسان مازال على قيد الحياة ... وفى الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ما قطع من البهيمة وهى حية فهو ميتة "
فما بالنا بالإنسان الذى كرمه الله على الكثير ممن خلق فقال جل شأنه :
" ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ".[ الإسراء : 70] .
***

التفاصيل فى كتاب الجينات والحرب الخفية للدكتورة أميمة خفاجى اصدار دار المعارف